الأولى: أن هذه المتابعةَ ساقطةٌ، لا اعتدادَ بها؛ فسُلَيمانُ بنُ سلمةَ الخَبَائِريُّ متروكٌ لا يُشتَغلُ به، كذَّبه ابنُ الجُنَيد وغيرُه (الميزان ٢/ ٢٠٩).
الثانية: أن مُغْلَطاي ذكرَ الطريقَ المسندةَ، ثُمَّ كلامَ ابنِ القَطَّانِ والذُّهْليِّ، وفي أثناءِهِ الطريقَ المنقطعةَ، ثُمَّ هذه المتابعة.
فالإشارةُ في قوله:"كذلك" تحتمل الأمرين، ويُقوِّي عَوْدَ الإشارة إلى الطريقِ المسندةِ، أنه: قد رواه أبو طاهر السِّلَفيُّ في (المشيخة البغدادية - الجزء الثاني والعشرين ٨٤) من طريقِ أبي عَرُوبةَ الحَرَّانيِّ، عن سُلَيمانَ بنِ سلمةَ الخَبَائِريِّ، به مسندًا مثل رواية الجماعة.
الطريق الثاني: عن الوليدِ بنِ زورانَ، عن أنسٍ:
أخرجه أبو داودَ (١٤٤) قال: حدثنا أبو توبةَ -يعني: الرَّبيع بنَ نافع-، حدثنا أبو المَلِيحِ، عن الوليدِ بنِ زَوْرانَ (١)، عن أنسٍ، به.
وأخرجه أبو عُبَيدٍ في (الطهور ٣١٣)، وأبو يَعْلَى في (المسند ٤٢٦٩)، والقُشَيريُّ في (تاريخ الرقة ٧٨)، وتمَّام في (الفوائد ٧٢٥)، والبَيْهَقيُّ في (السنن الكبرى ٢٤٩)، والبَغَويُّ في (شرح السُّنَّة ٢١٥)، والضِّياءُ المقدسيُّ في (المختارة ٧/ ٢٦٠/ ٢٧٠٨، ٢٧٠٩، ٢٧١٠)، والمِزِّيُّ في (تهذيب
(١) قال الحافظُ: "الوليد بن زوران بزاي ثم واو ثم راء، وقيل بتأخير الواو، السُّلَمي الرَّقِّي" (التقريب ٧٤٢٣). قلنا: قال ابن ناصر الدين، ردًّا على الذَّهَبيِّ في قوله: "الوليد بن زوران": "إنما هو: ابن زروان، بتقديم الرَّاء أيضًا على الواو، لا أعلم في ذلك خلافًا" توضيح المشتبه (٤/ ٣١٧).