رواه أحمد في (المسند ١٣١٣٤) عن محمد بن أبي عدي. وفي (١٣٤٢٨) عن علي بن عاصم. ورواه ابن حبان في (صحيحه ٢٠٣٣)، والسراج في (حديثه ١٠٩٩)، والطحاوي في (مشكل الآثار ٣٤٤٦) من طريق هشيم. ثلاثتهم (هشيم، وعلي، وابن أبي عدي) رووه عن حميد عن أنس، به.
وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكنْ حميد -وهو الطويل- كان يدلس لاسيما في حديثه عن أنس، وقيل: تَحَمَّله عن ثابت. وهذا الحديث قد رواه البخاري (٦٤٣) وغيره من طريق عبد الأعلى، قال: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قال: سَأَلْتُ ثَابِتًا البُنَانِيَّ - عَنِ الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بَعْدَمَا تُقَامُ الصَّلَاةُ - فَحَدَّثَنِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:«أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَعَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَحَبَسَهُ بَعْدَمَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ».
قال الحافظ ابن حجر:"إنه ظاهر في كونه أخذه عن أنس بواسطة، وقد قال البزار: إن عبد الأعلى بن عبد الأعلى تفرد عن حميد بذلك ... ". ثم قال:"لم أقف في شيء من طرقه على تصريح بسماعه له من أنس وهو مدلس، فالظاهر أن رواية عبد الأعلى هي المتصلة"(الفتح ٢/ ١٢٥).
قلنا: ومما يرجح كونه أخذه عن أنس أن هذه الألفاظ رواها ثابت عن أنس، كما في الطريق الثالث.
الطريق الثالث:
رواه الطحاوي في (مشكل الآثار ٣٤٤٣)، وأبو نعيم في (المستخرج ٨٣٠) من طريق حَجَّاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البُناني ,