ورواه الترمذيُّ في (جامعه ١٩٣٦، والشمائل ١٦٤)، وغيره من طريق حَجاج بن محمد، عن ابن جريج، به.
قلنا: مدارُ الأوجهِ الثلاثةِ كما سبقَ عن ابنِ جُريجٍ، وقد اختُلفَ عليه في إسنادِهِ ومتنِهِ، فمرة يَجعل الحديث عن ابن عباس، ومرة عن أم سلمة. ومرة يجعله عن عطاء بن يسار، ومرة عن سليمان بن يسار.
وقد أشارَ البزارُ لهذا الاختلاف فقال:((وهذا الحديثُ إنما ذكرناه لاختلافهم في إسناده، فقال بعضُ مَن رواه: عن سليمان بن يسار عن بعضِ أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم)) (المسند ١١/ ٤٣٥).
وكذا أشارَ النسائيُّ لهذه المخالفة، فقال -عقب رواية خالد بن الحارث، عن ابن جريج، عن محمد بن يوسف، عن سليمان بن يسار عن أم سلمة-: ((خالفه الحَجاج بن محمد الأعور))، ثم أسند طريقَ حَجاجٍ، قال: قال ابنُ جُريجٍ: أخبرني محمد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره أن أم سلمة، به.
قلنا: قد يكون هذا الاختلاف من محمد بن يوسف نفسه؛ وذلك أنه قد رُوي عنه على وجه آخر، وهي روايةُ ابنِ عون التي أشرنا إليها آنفًا.
فقد رواه الطبرانيُّ في (المعجم الكبير ٢٥/ ١٢٧/ ٣٠٨): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الصلت بن مسعود الجَحْدري، ثنا سليم بن أخضر، عن ابن عون -وهو عبد الله- عن محمد بن يوسف، عن أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ:((قَرَّبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتِفًا مَشْوِيَّةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
وهذا إسنادٌ رجاله ثقات، ولكنه منقطعٌ بين محمد بن يوسف وأمِّ سُليم؛ فإنها تُوفيت في خلافة عثمان رضي الله عنه، كما في (التقريب ٨٧٣٧)، ومحمد بن