للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله بقلب بتقديم اللام على الباء أي بقلب ما انشد سابقا بأن يقال بعد ما قبل بعده. وقوله شهر به القربان إلى التضحية وهو ذو الحجة قال المقدسى ثم ذكرت القاعدة التي يعرف بها الجواب فقلت

قابل القبل بالذى هو بعد … وسواه يبنى عليه البيان

وتأمل بفطنة وذكاء … فيه تدرك الوجوه الثمان

انتهى. وقد أشار بقوله الثمان إلى ما ذكره العلامة الشيخ تقي الدين الشمني في شرح النقاية ونقله عنه العلامة الشيخ زين بن نجيم في كتابه البحر الرائق على كنز الدقائق من أن هذا البيت يمكن انشاده على ثمانية اوجه احدها قبل ما قبل قبله ثانيها قبل ما بعد قبله ثالثها قبل ما قبل بعده رابعها بعد ما قبل قبله خامسها بعد ما بعد بعده سادسها بعد ما قبل بعده سابعها بعد ما بعد قبله ثامنها قبل ما بعد بعده والضابط فيما اجتمع فيه القبل والبعد ان يلغى قبل وبعد لأن كل شهر بعد قبله وقبل بعده فيبقى قبله رمضان وهو شوال أو بعده رمضان وهو شعبان انتهى. وقال في النهر الفائق وحاصلها اما أن يكون المذكور محض قبل أو بعد أو الاولين قبل أو بعد أو الأول فقط أو قبل بين بعدين أو عكسه انتهى. قلت وحاصل حكمها أن المراد في محض قبل ذو الحجة وفى محض بعد جمادى الآخرة وفى قبلين معا سابقين أو لاحقين أو مفصولين شوال وفي بعدين كذلك شعبان وقد ظهر أن مدار الجواب على هذه الاشهر الأربعة ونظم ذلك بعض الفضلاء فقال

محض قبل ذو حجة محض بعد … فالجمادى الأخير ذا اعلان

مع قبلين كيف ما كان بعد … فهو شوال عكسه شعبان

فهذا جملة ما رأيته لعلمائنا في جواب هذا السؤال ورأيت مثله في شرح المجموع في الفرائض والحساب للعلامة الاشمونى شارح الالفية حيث قال هذا البيت من نوادر الابيات واشرفها مبنى "وارقها معنى" يشتمل على ثمانية ابيات بالتغيير. والتقديم والتأخير. ويتفرع منه مسائل كثيرة حتى قال بعض الفضلاء أنه يشتمل على نحو مائة ألف مسئلة من المسائل الفقهية والتعاليق اللغوية بشرط التزام عدم الوزن الشعرى والزيادة في عدد الاجزاء شيئا لطيفا ليس بالكثير وقد رفع هذا البيت للعلامة جمال الدين أبي عمرو ابن الحاجب رحمه الله تعالى بأرض الشام وافتى فيه وابدع. واصل وفرع فقال هذا البيت من المعاني الدقيقة التي لا يعرفها في مثل هذا الزمان أحد وقد سئلت عنه بمصر واجبت بما فيه كفاية فقلت هذا البيت ينشد على ثمانية اوجه لأن ما بعد قبل الأولى قد يكون قبلين وقد

<<  <   >  >>