للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر بيعة المستنجد بالله]

وفى هذا اليوم بويع ببغداد للخليفة المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفى، بنص من أبيه عليه، وبايعه عمومته وبنو عمه، وأقرّ الوزير عون الدين أبا المظفر يحيى بن هبيرة على وزارته، وكان له معظما مكرما لأن والده أوصى إليه بذلك، وبلغ من تقريبه أن بعضهم حكى، قال: «دخلت الدار فوجدت الخليفة المستنجد بالله، وبين يديه وزيره يحيى بن هبيرة، والخليفة ينشده شعرا لنفسه يمدح به وزيره، وهو: صفت نعمتان، خصّتاك وعمّتا، ... فذكرهما حتى القيامة يذكر: (١)

وجودك والدنيا إليك فقيرة، ... وجودك والمعروف في الناس ينكر

فلو رام يا يحيى مقامك جعفر ... ويحيى لكفا عنه يحيى وجعفر

ولم أر من ينوى لك الشرّ يا أبا ال‍ ... مظفّر إلا كنت أنت المظفّر

[ذكر حصر نور الدين مدينة حارم]

وفى سنة سبع وخمسين وخمسمائة جمع نور الدين محمود بن زنكى - رحمه الله - العساكر وسار بهم إلى حارم، فحصرها وجدّ في قتالها، فامتنعت عليه لحصانتها وكثرة من بها من فرسان الفرنج وشجعانهم ومقاتيلهم، ولما علم الفرنج منازلة نور الدين حارم جمعوا فارسهم وراجلهم واستعدوا وحشدوا، وساروا نحوه ليرحلّوه عنها، فلما قاربوه طلب منهم المصاف، فلم يجيبوا إليه، وراسلوه، وتلطفوا معه الحال، فلما رأى عجزه عن أخذ الحصن وأنهم (٢) لا يجيبونه إلى المصاف عاد إلى بلاده.


(١) في (ابن الجوزى، ج ١٠، ص ٢١٤): «ينشر».
(٢) في الأصل: «وأنه».

<<  <  ج: ص:  >  >>