للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر جواب الرسالة الواردة إلى صلاح الدين من الملك الصالح]

ولما وردت الرسالة المتضمنة التعزية إلى صلاح الدين جلس [لعزاء نور الدين ثلاثة أيام، وفى اليوم الثالث] (١) أمر فأقيمت الخطبة بالديار المصرية للملك الصالح إسماعيل بن نور الدين، وضربت السكة باسمه، وورد منه كتاب إلى الملك الصالح بالمثال الفاضلى أوله:

[١٦٩] " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (٢) "

وفى آخره:

" فصل: أصدر هذه المكاتبة يوم الجمعة رابع ذى القعدة، وهو اليوم الذى أقيمت فيه الخطبة بالاسم الكريم، وصرح فيه بذكره في الموقف العظيم، والجمع الذى لا لغو فيه ولا تأثيم، وأشبه يوم الخادم أمسه في الخدمة، ووفى ما لزمه من حقوق النعمة، وجمع كلمة الإسلام عالما بأن الجماعة رحمة.

والله تعالى يخلّد ملك المولى الملك الصالح ويصلح به وعلى يديه، ويؤكد عهود النعماء الراهنة لديه، ويجعل الإسلام واقية باقية عليه، ويوفق الخادم لما ينويه من توثيق سلطانه وتشييده، ومضاعفة ملكه ومزيده، وييسر منال (٣) كل أمل صالح وتقريب بعيده، إن شاء الله تعالى ".


(١) في الأصل: " جلس لعزائه وأمر فأقيمت. . . إلخ " وما هنا صيغة س.
(٢) أورد صاحب (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٠ - ٢٣١) سطورا أخرى من هذه الرسالة رأيتا من المفيد إثباتها هنا، وهى: " وأما العدو - خذله الله - فوراءه من الخادم من يطلبه طلب ليل لنهاره، وسيل لقراره، إلى أن يزعجه من مجاثمه، ويستوقفه عن مواقف مغانمه، وذلك من أقل فروض البيت الكريم وأيسر لوازمه، أصدر هذه الخدمة يوم الجمعة رابع ذى القعدة. . . إلخ).
(٣) س: " وينشر مثال "، والأصل: " مآل "، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ١، ص ٢٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>