للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر قدوم رسل الملك والملوك إلى السلطان بالتهنئة]

وورد على السلطان رسل الروم وخراسان والعراق، وكلهم يهنئ السلطان بما خصّه الله تعالى به من فتح بيت المقدس، الذى درج على حسن تمنيه الملوك، وتقاصرت عنه أيديهم وهممهم، ومن جملة الرسل: رسول صاحب العجم، وهو أتابك مظفر الدين قرا أرسلان بن عثمان بن إيلدكز، وهو الذى ملك بعد أخيه البهلوان، وكان في الظاهر إليه الأتابكية، واسم السلطنة للسلطان طغرل بن محمد بن طغرل بن محمد بن ملكشاه، وهو آخر من دعى له بالسلطنة ببلاد العجم من السلجوقية.

[ذكر ورود رسول الديوان العزيز إلى السلطان بالعتب]

كان السلطان لما كسر الفرنج بحطّين قد ندب للرسالة إلى الديوان العزيز في معنى البشارة شابا بغداديا من الأجناد كان قد هاجر إلى الأبواب السلطانية مسترفدا، وكان ببغداد خاملا كثير الإدبار، مشمرا في دروب بغداد، فتوجه إلى الشام هاربا من الفقر والفاقة وكان يعرف بالرشيد البوشنجى.

فلما سيّره السلطان في الرسالة إلى بغداد قامت القيامة بمراسلته، وأنكر ذلك على السلطان غاية الإنكار، وحقروا الرسول وما وقروه، ونظروه بالعين التي يعرفونه بها، وحبوه بحباء قليل يليق به، فتمسح المذكور [٣١٠] في الكلام، وصدرت منه أمور قبيحة لا تليق، فأنهى إلى المقام النبوى شيئا من مقالاته الردية، وجهالاته، فاشتد العتب بسبب ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>