الزعيم (مصالي الحاج) تجاه هذه الأوضاع أنه حاول تركيز جميع الصلاحيات في شخصه (*) على اعتبار أنه الشخص الوحيد الذي يثق هو فيه، وقد حاول أعضاء اللجنة المركزية الوصول الى الوحدة، عن طريق خلق انشقاق حزبي جديد، وكان ثمة آخرون يملكون (روح العزيمة) وهم خلافا للمعتدلين، غير محدودين في وسائلهم التي يلجؤون اليها لقلب الموقف؛ وقد شعروا بأن زعاماتهم التقليدية قد تخلت عنهم وخيبت آمالهم، واعتقدوا انهم قد وصلوا الى (اللحظة المؤاتية) للانتقال الى العمل المباشر.
قام تسعة من الشبان في مطلع سنة (١٩٥٤) بتأليف (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) وهم: حسين آية أحمد، وأحمد بن بللا، ومحمد العربي بن مهيدي، ومحمد بوضياف، ومصطفى ابن بو العيد، ورابح بيطاط، ومراد ديدوش، ومحمد خيضر وكريم بلقاسم، وتولى كريم تمثيل (القبائل) وبن بو العيد (الأوراس) وبن مهيدي (وهران) وبيطاط (الجزائر -
العاصمة) وديدوش (شمال قسنطينة) بينما تولى بوضياف، وهو منظم ماهر، أعمال الارتباط بالنسبة الى خارج الجزائر.
كان معظم هؤلاء الشباب من مناضلي (حركة انتصار الحريات الديموقراطية) وينتمون الى الطبقات الوسطى أو الفقيرة في المجتمع الجزائري، وسبقت لهم خدمة فعلية في الجيش الجزائري والمنظمة الخاصة، كما سبق لهم أن قضوا فترات في السجون الفرنسية، وكان منظمو اللجنة الثورية ينحون باللائمة
(*) يمكن هنا التذكير بما تضمنه الكتاب الثامن من هذه المجموعة (الصراع السياسي على نهج الثورة الجزائرية) من أجل دراسة الموقف العام لمرحلة ما قبل الثورة.