للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ورواه الأصمعي "وبضرغد وعلى السدير وحاضر".

وبيت زبان بن سيار رواه المفضل:

فإن تسألوا عنا فوارس داحس يُنبئك عنها من رواحة عالم

وراه الأصمعي "فوارس دارم".

وبيت معاوية بن مالك رواه المفضلك

فإن أحمد بها نفسي فإني أتيت بها غداتئذ صوابا

ورواه الأصعمي "فإن أحمدتها نفسي فإني".

وهكذا لو تتبعنا رواية كل من المفضل والأصعمي في القصائد التي اتفقا في اختيارها لوجدنا اختلافًا في الألفاظ على هذا النحو الذي أوردناه، وهو اختلاف قد يغير في معنى البيت مثل بيت زبان بن سيار "فإن تسألوا عنا فوارس داحس" في رواية المفضل، و "فوارس دارم" في رواية الأصمعي، لأن فوارس داحس يعني عبس وذبيان، وفوارس دارم يعني دارم بن تميم، وعبس وذبيان من قبائل قيس عيلان، وتميم من قبائل خندف، ولكن هل هذه الاختلافات تجوز لنا أن نتهم أحدًا منهما بأنه قد أحدث تغييرًا في ألفاظ روايته ليزيل ما بها من شناعة أو اسبتكراه.

وبناء على هذا النحو الذي ذكرناه ووفقًا لما أوردناه من اختلافات في الرواية لا في الحماسة فحسب بل في غيرها من مصادر الشعر، نقرر أن التسليم بما قاله ابن العميد وتابعه فيه المرزوقي أمر لا ينبغي أن يقع فيه باحث معاصر، وأن هذه السبيل التي سلكها الدكتور ناصر الدين الأسد في الحكم على حماسة أبي تمام أفضل منها ما ذهب إليه الدكتور شوقي ضيف حين ذكر الحماسة ضمن مصادر الدراسة في الشعر

<<  <   >  >>