٢٣ - باب ما أفردوه مما لا يجوز إفراده وما جمعوه مما لا يجوز جمعه.
يقولون لواحد النبل: نبلة.
وذلك غير جائز، ليس للنبل واحد من لفظه، وإنما واحده: سهم، وقدح. والنبال جمع النبل.
ويقولون: خرجنا وحودنا، وجاء القوم وحودهم، فيجمعون، وذلك غير جائز أيضا. وإنما يقال: خرج زيد وحده، وخرج الزيدون وحدهم، وخرجنا وحدنا، هكذا على التوحيد والنصب في كل حال.
ويقولون: سافرنا في العواشر، يعنون عشر ذي الحجة، والعواشر إنما هي جمع عاشرة. والصواب أن يقال: سافرنا في العشر، وصمنا العشر.
قال عمر بن أبي ربيعة:
لقيت ابنة السهي زينب عن عفر ... ونحن حرام مسى عاشرة العشر
فكلمتها ثنيتين كالثلج منهما ... وأخرى على لوح أحر من الجمر
قوله: عن غفر أي عن بعد، واللوح: العطش، وجاء به ها هنا استعارة، ويعني بإحدى الكلمتين، التي هي كالثلج: تسليمه عليها، وبالأخرى، التي هي أحر من الجمر: توديعه إياها. وفي الكلام حذف التقدير فكلمتها كلمتين: واحدة منهما كالثلج، والأخرى أحر من الجمر.