للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتضربه الوليدة بالهراوى فلا غير لديه ولا نكير

فإن أك في شراركم قليلًا فاني في خياركم كثير

الهراوي: جمع هراوة هي العصا. المعنى: إن الفخر في الكرم لا العظم الذي لا غناء عنده كالبعير لم يغنه عظمه, يصرفه الصبي, وتضربه الراعية, فلا يقدر أن يغير أو ينكر, ثم قال: فإن لم يعرفني شراركم فاني لست منهم فإن خياركم يعرفونني لأنني منهم. ويروى أن كثيرًا دخل على معاوية, وكان قد سمع به, فلما رآه ازدرته عيناه فقال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه, فقال: مه يا أمير المؤمنين, ليس الرجال بجزر يقتسمن, إنما الرجل بأصغريه قلبه لسانه, ثم انشأ يقول هذه الأبيات فادعى قوم أنها لكثير, وقال آخرون لعباس, وإنما تمثل بها كثير.

(٢١)

وقال آخر, إسلامي:

((الأول من الطويل والقافية من المتدارك))

أعاذل ما عمري وهل لي وقد أتت لداتي على خمٍس وستين من عمري

المعنى في هذا البيت كلامي لأنه لم يأت بلفظ المعنى الذي أراده ولكنه أتى بلفظ الدلالة على مراده يقول: يا عاذلتي ما عمري هل لي من عمر, وقد انقضت أعمار أقراني فلا بقاء له بعد, ذلك, لداتي: جمع لدة فعلة من الولادة كالعدة, ولدة الرجل الذي ولد معه, يروى ((ما عذري)) وفي آخر البيت عذر)).

رأيت أخا الدنيا وإن كان خافضًا أخا سفٍر يسرى به وهو لا يدري

الخافض: الوداع. المعنى: هذا مثل قول الحكيم: ((من كانت مطيته الليل والنهار سارا به وإن لم يسر)) , ويقرب من قول الحسن: ((يا بن آدم أنت في

<<  <  ج: ص:  >  >>