للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: وأحلب الثرة الصفي أي الكثيرة الدر، والصفي: الغزيرة، وأخلاف جمع خلف وهو رأس الضرع، والحلب مصدر حلب واللبن حلب أيضًا، وهذا البيت مثل، يقول: أطلب من الكريم الكثير العطاء، ولا أطلب من غيره، ثم بين علة ذلك.

إني رأيت الفتى الكريم إذا رغبته في صديعة رغبا

والعبد لا يطلب العلاء ولا يعطيك شيئًا إلا رهبا

العلاء: الرفعة أي لا يبتغي الحمد والثناء ولا يعطيك شيئًا إلا إذا رهب.

قد يرزق الخافض المقيم وما شد بعنٍس رحلًا ولا قتبا

ويحرم المال ذو المطية والرحـ ل ومن لا يزال مغتربا

ولم أجد عروة الخلائق إلا الدين لما اعتبرت والحسبا

الخافض: الوادع من الخفض وهو الدعة، والعنس: الناقة الصلبة، والقتب لا يكون للإبل، وعروة الخلائق أصلها وجمعها عرى، وكل شيء يؤيد به شيء فهو عروته، وفيه يقال: اشتدت عرى الدين أسبابها، ويروي "لما اختبرت". المعنى: رب خافض مقيم يرزق ومسافر يحرم.

(٤٩)

وقال آخر:

"الأول من الكامل والقافية من المتدارك"

يا أيها العام الذي قد رابني أنت الفداء لذكر عاٍم أولا

رابني أنزل بي ما يحزنني، وأصله من الريب وهو الشك، معناه: أوقعني في أمر لا أدري أأتخلص منه أم لا.

أنت الفداء لذكر عاٍم لم يكن نحسًا ولا بين الأحبة زيلا

زيل أي فرق، والعرب تقول: زلت الشيء من الشيء بمعنى ميزته.

<<  <  ج: ص:  >  >>