للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبكوا فلم يخرج منهم أحد. وقيل: رجلان ما لهما ثالث أبو بكر الصديق وقت الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة. وقال قائلهم فيه:

أضحى ابن حنبل محنة مأمونة … وبحب أحمد يعرف المتنسك

وإذا رأيت لأحمد متنقصا … فاعلم بأن ستوره ستهتك

ولد سنة أربع وستين ومائة وضرب بالسياط في الله فقام مقام الصديقين في العشر الأواخر من شهر رمضان سنة عشرين ومائتين، ومات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان ابن سبع وسبعين سنة، وحزر من حضر جنازته من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألفاً، وكان دفنه يوم الجمعة ولم ير للمسلمين جمع أكثر ممن حضر جنازته، قيل اجتمع في جنازة في بني إسرائيل مثل ذلك. وقال الوركاني جار أحمد: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس. ومناقبه أكثر من أن تحصى وصنف فيها الكتب. واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي، من أهل عكبرا، صنف التصانيف، وكان فاضلاً زاهداً، حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود، روى عنه أبو محمد الحسن بن علي الجوهري وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البرمكي وغيرهما، زرت قبره بعكبرا.