للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونفذت أوامره عند السلطان فمن دونه وبرزت إليه المراسيم الشريفة في كل وقت بما يحدث من الوقائع والنظر في أمور (١) الرعية، وترجم فيها بالجناب العالي شيخ الإسلام، وولع له ما لم يقع لغيره ممن تقدم من العلماء والأكابر، وبقي صدر المجالس وطراز المحافل، المرجع في القول إليه، والمعمول في الأمور كلها عليه، وقلده أهل المذاهب (٢) كلها، وقبلت فتواه على مذهبه ومذهب غيره، ووردت الفتاوى إليه من مصر والشام وحلب وغيرها، وبعد صيته وانتشرت مصنفاته في سائر الأقطار، وصار حجة بين الأنام في سائر ممالك الإسلام.

ومن أعظم محاسنه التي شكرت له في الدنيا، ويرفع الله بها درجته (٣) في الآخرة ما فعله في القبة المحدثة (٤) عند دير صهيون، وقيامه في هدمها بعد أن صارت كنيسة محدثة في دار الإسلام في بيت الله المقدس وقيامه في منع النصارى من انتزاع القبو المجاور لدير صهيون المشهور أنه قبر سيدنا داود، ، بعد بقائه في أيدي المسلمين مدة طويلة، وبنى قبلة فيه لجهة الكعبة المشرفة كما تقدم ذكر ذلك مفصلا في حوادث سنة خمس وسنة ست وسبعين وثمانمائة، وغير ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيامه على حكام الشرطة ومنعهم من الظلم، ومواجهتهم بالكلام الزاجر لهم.

وفي شهر شوال سنة تسعمائة، ورد عليه مرسوم شريف بأن يكون متكلما على الخانقاه الصلاحية بالقدس الشريف، ينظر في أمرها وعمل مصالحها، فحضر (٥) لها في عشية يوم الاثنين سادس شوال، وجلس بالمجمع مع الصوفية في مجلس الشيخ، وحصل للخانقاه وأهلها الجمال بحضوره.

ثم بعد فراغ الحضور جلس على تفرقة الخبز على عادة مشايخها، وتصرف فيها بإجازة الوقف والنظر في أمره، وشرع في عمارة الخانقاه وإصلاح ما اختل من نظامها، وأضيف إليه التكلم على المدرسة الجوهرية وغيرها، لما هو معلوم من ديانته، وورعه واجتهاده في فعل الخيرات وإزالة المنكرات، وأما سمته وهيبته فمن العجائب في الأبهة والنورانية، ورؤيته (٦) تذكر بالسلف الصالح، ومن رآه علم أنه


(١) أمور أ د هـ: أحوال ب: - ج.
(٢) المذاهب ب د: المذهب أهـ: - ج وردت به د: وردة أهـ: - ج.
(٣) درجته أ: درجاته ب د هـ: - ج.
(٤) المحدثة أهـ: المستجدة ب د: - ج.
(٥) فحضر لها أهـ: فحضرها ب د: - ج.
(٦) رؤيته أ ب هـ: - ج د تذكر أ ب هـ: يذكر د: - ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>