للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمن الرحيم، لعبد الله عمر أمير المؤمنين من أبي عبيدة بن الجراح: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد: فالحمد لله الذي أهلك المشركين ونصر المسلمين، وقد نما ما تولى الله أمرهم وأظهر فلاحهم وأعز دعوتهم، فتبارك الله رب العالمين أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أنا لقينا الروم وهم جموع (١) لم تلق العرب مثلها جموعا، فأتونا وهم يرون لا غالب لهم من الناس أحد، فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا ما قوتل المسلمين مثله في موطن قط، ورزق الله المؤمنين النصر وأنزل عليهم الصبر، فقتلهم الله تعالى في كل قرية وفي كل شعب وواد وجبل وسهل وغنم الله المسلمين عسكرهم، وما كان فيهم من أموالهم ومتاعهم، ثم إني تبعتهم بالمسلمين حتى بلغت أقصى بلاد الشام، وقد بعثت إلى أهل الشام عمالي، وقد بعثت إلى أهل إيلياء أدعوهم إلى الإسلام فإن قبلوا وإلا فليؤدوا الجزية إلينا عن يد وهم صاغرون، فإن أبوا سرت إليهم حتى أنزل بهم ثم لا أزال (٢) حتى يفتح الله تعالى على المسلمين، إن شاء الله تعالى (٣) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكتب (٤) عمر إليه: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك (٥) الله الذي لا إله إلا هو أما بعد: فقد أتاني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من إهلاك الله تعالى للمشركين ونصر (٦) المؤمنين وما صنع الله بأوليائه وأهل طاعته، والحمد لله على حسن صنيعه إلينا وسيتم الله ذلك بشكره، ثم اعلموا إنكم لم تظهروا على عدوكم بعدد ولا قوة ولا عدة ولا حول، ولكن بعون الله ونصره ومنه وفضله، فلله الطول والمن (٧) والفضل العظيم، فتبارك الله أحسن الخالقين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم (٨).

ثم إن أبا عبيدة انتظر أهل إيلياء، فأبوا أن يأتوه وأن يصالحوه، فأقبل سائرا إليهم حتى نزل بهم، فحاصرهم (٩) حصارا شديدا، وضيق عليهم، فخرجوا إليه ذات


(١) وهم جموع أ ب ج د: وهم جمع هـ.
(٢) لا أزال حتى أهـ: لا أريلهم ب: لا أزايلهم ج: - د.
(٣) تعالى أ ج د هـ: - ب.
(٤) وكتب أ ج هـ: فكتب ب: - د عبد الله عمر أمير المؤمنين أ ج هـ: عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ب: - د.
(٥) أحمد إليك الله أهـ: أحمد الله إليك ب ج: - د.
(٦) ونصر أ ج هـ: ونصره ب: - د.
(٧) والمن أ ج هـ: والمنة ب: - د.
(٨) والسلام عليكم أ د هـ: والسلام عليك ب ج.
(٩) فحاصرهم أ ج د: وحاصرهم ب هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>