للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَبِثَ يُوسُفُ لأَجَبْتُ الدَّاعِىَ، وَنَحْنُ أَحَقُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لَهُ (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِى). طرفه ٣٣٧٢

٦ - باب قَوْلِهِ (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ)

٤٦٩٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ لَهُ وَهُوَ يَسْأَلُهَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) قَالَ قُلْتُ أَكُذِبُوا أَمْ كُذِّبُوا

ــ

إلى الله في الشدائد. قلت: مساق الكلام يقتضي عتابه على قوله: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠)} [هود: ٨٠] فإن الله كان أعظم ملجأ له، كما قال في موسى: "رحم الله موسى لو صبر لقص علينا من شأنهما" ألا ترى أن أَبا بكر لما كانا في الغار وجاء المشركون قال: لو نظروا تحت أقدامهم لرأونا، قال سيد الرسل له: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" وأما قوله في يوسف: (لو لبثت في السجن ما لبث لأجبت الداعي) ثناء عليه بكمال الثبات، وكذا قاله في إبراهيم، وقد سلف في سورة البقرة مستوفى.

باب قوله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [يوسف: ١١٠]

٤٦٩٥ - (عن عروة، فقلت لعائشة: كذبوا أم كُذبوا) أي: بالتشديد أو التَّخفيف، محصل الباب أن عائشة أنكرت قراءة التَّخفيف بناء على أنَّه لم يمكن أن الرسل تظن بالله أن يخلف الوعد معهم، وقد تقدم في كتاب الأنبياء وغيره أن هذه قراءة أهل الكوفة، ومعناها: أنَّه لما اشتد البلاء، وأبطأ النصر ولم يكن سبق من الله وعد في ذلك الوقت بالنصر، إلَّا أن نفوسهم كانت تحدث بالنصر ظنوا أن حديث النفس كان كاذبًا، وقد بسطنا الكلام هناك. بأزيد من هذا، إلَّا أن هذا أحسن ما يقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>