فإن قلت: أين موضع الدلالة على ذلك؟ قلت: قيل: دل على تساويهم في القراءة كونهم هاجروا معًا ولازموا معًا واستووا في الأخذ، وليس بشيء لأن هذه الأمور لا تدل على التساوي لتفاوت القابليات. قال أبو الطيب:
ولكن تأخذ الأذهان منها ... على قدر القرائح والفهوم
بل الدليل على التساوي، ما قدمنا في باب الأذان من رواية مالك:"كنا متقاربين في القراءة" وأيضًا دل على ذلك "ليؤم القوم أقرؤهم" جمعًا بين الحديثين، رواه مسلم.
باب إذا زار الإمام قومًا فأمهم
٦٨٦ - (معاذ بن أسد) بضم الميم وذال معجمة (معمر) بفتح الميمين وعين ساكنة (عتبان) بكسر العين، تقدم حديثه مع شرحه في باب المساجد في البيوت بأطول من هذا.
فإن قلت: كيف التوفيق بين هذا وبين ما رواه مسلم: "لا يؤمن الرجل في سلطانه" وفي رواية أبي داود: "في بيته ولا سلطانه"؟ قلت: ذاك إذا لم يأذن له، وقيل: الإمام مقدم على المالك وهو المراد بالسلطان، وبه قال الشافعي وأحمد.