٣٢ - (بشر) بكسر الموحدة وشين معجمة (سليمان) هو ابن مهران أبو محمد الكاهلي الأسدي مولاهم، المعروف بالأعمش. أحدُ العلماء البارعين، والقراء المتقين، وكان موصوفًا بالظّرافة، له في ذلك نوادرُ مع أبي حنيفة، وهو معدودٌ من المُدَلّسين (عَلْقمة): -بفتح العين وسكون اللام وفتح القاف-. قال أبو مَعْمر: لما مات ابن مسعودٍ قلنا: قُوموا بنا إلى أشبه الناس به فقهًا إلى عَلْقَمة. يكنى أبا شبل الفقيه الثقة.
(عبد الله بن مسعود) هو ابن غافل. كذا ضبطه شيخُ الإسلام ابن حجر وكذا قاله ابنُ عبد البر. وقال أبو الفضل المقدسي: هو ابن الحارث. أبو عبد الرحمن، الهُذَلي. نسبة إلى جَدّه الأعلى هُذَيل، بحرُ العلم والفضل، لا يُشَق غبارُهُ. روى الترمذي عن علي بن أبي طالب مرفوعًا:"لو كنتُ مؤمرًا أحدًا من غير مَشُورة، لأَمَّرْتُ ابن أمّ عَبْدٍ".
كان أشبهَ الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - هَدْيًا ودَلًا، صاحبُ الطَّهُور والنَّعلين والوسادة مقرّب حضرة الرسالة من السابقين الأولين هو وأمه، مدارُ أكثر فقه أبي حنيفة على روايته.
(لما نزلتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}[الأنعام: ٨٢] أي: لم يخلِطُوا. من لَبَس يَلْبِس على وزن ضَرَب يَضْرب (قال أصحابه: يا رسول الله، أيُّنا لم يظلم؟ فأنزل الله:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان: ١٣] بَين بهذا أن التنوين في قوله: {لَظُلْمٌ} للتعظيم