الترك الجلبان، ثم أن خير بك نزل عن الكرسي وأعاد عليه تمربغا، وقبل الأرض بين يديه هو وجماعة من العسكر فلم يرض الجلبان بذلك. وقالوا للأمير الكبير قايتباى: تولّ السلطنة فقال: مع وجود السلطان لا أفعل. فقالوا: إن لم تفعل وإلا نولى أحدنا، ثم خلع قبل ظهر يومه وولى عوضه الأمير الكبير قايتباى باجتماع من القضاة والخليفة ولقب بالملك الأشرف أبي النصر، ودعى له فى مغرب ليلة الثلاثاء رابع رمضان على زمزم.
وفيها - فى شهر رمضان - استقر شاهين الوالى محتسبا بمكة.
وفيها - في أوائل شوال - وصلت خلعة للسيد محمد بن بركات وخلعة للقاضي الشافعي ومثالان من السلطان لهما، فلما كان في يوم الأحد خامس عشر الشهر وصل الشريف محمد بن بركات واجتمع هو والقاضي الشافعي من جهة باب أم هانيء بعد صلاة الظهر من يوم الأحد المذكور وقرئ المثالان بولايتهما لمكة، فمثال السيد مؤرخ بسادس رمضان، ومثال القاضي مؤرخ بسابع رمضان، ولبسا خلعتيهما.
ولما كان فى ليلة الثلاثاء سابع عشر شوال وصل مباشر جدة شاهين الجمالى وناظر جدة (١) أبو الفتح الموقع. وخرج في صحبتهما
(١) الضوء اللامع ٢٩٣:٣ برقم ١١٢٣ وفيه: «شاهين الجمالي ناظر الخاص يوسف بن كاتب جكم ولد سنة ٨٣٣ وترقي حتى ولى مشد جدة سنين، ثم أستقر في مشيخة الخدام بالمدينة، ثم رسم بتوجهه لنيابة جدة، ثم أضيف إليه عمارة المسجد الحرام بمكة.