للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكان أصحاب ابن الزبير يقولون: قد أظلهم العذاب. وبقوا أياما فى راحة حتى عملوا منجنيقا أخرى فنصبوها على أبى قبيس (١).

فلما كان بعد الصاعقة بعشرين ليلة فى يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول ذهب رجل من أصحاب الزبير يوقد نارا فى بعض تلك الخيام مما يلى الصفا بين الركن الأسود واليمانى-والمسجد يومئذ ضيّق-فطارت شرارة فى الخيمة، فاحترقت الخيام، والتهب المسجد، حتى تعلقت النار بالبيت فاحترق وكانت فى ذلك اليوم رياح شديدة-والكعبة يومئذ مبنية ببناء قريش؛ مدماك من ساج ومدماك من حجارة من أسفلها إلى أعلاها. وعليها الكسوة-فطارت الرياح بلهب تلك النار، فاحترقت كسوة الكعبة واحترق الساج الذى بين البناء (٢).

وقيل سبب حريق الكعبة أن مسلم بن أبى خليفة المذحجى كان هو وأصحابه يوقدون لهم فى خصاص حول البيت، فأخذ نارا فى زجّ رمحه فى النفط-وكان يوم ريح-فطارت عنه شررة فضربت أستار الكعبة فيما بين الركن اليمانى إلى الحجر الأسود، فاحترقت ثياب الكعبة واحترق الخشب وأسود الركن (٣).


(١) المرجع السابق.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ١:٢٠٣.
(٣) المرجع السابق ١:١٩٨.