للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسامع الناس وغضب فيه رجال من قريش حين لم يحضرهم ابن الزبير وقالوا: والله لقد رفع فى الجاهلية حين بنته قريش، فحكموا فيه أوّل من يدخل عليهم من باب المسجد، فطلع رسول الله ، فجعله فى ردائه. ودعا رسول الله من كل قبيلة من قريش رجلا، فأخذوا بأركان الثوب، ثم وضعه رسول الله فى موضعه (١).

وكان الركن قد تصدع من الحريق بثلاث فرق فانشظت منه شظية كانت عند بعض آل شيبة بعد ذلك بدهر طويل، فشده ابن الزبير بالفضة إلا تلك الشظية من أعلاه؛ موضعها بيّن فى أعلى الركن. وطول الركن ذراعان قد أخذ عرض جدار الكعبة، ومؤخر الركن داخله فى الجدر مضرّس على ثلاثة رءوس. فقال بعضهم:

صفة لون مؤخره الذى فى الجدر مورّد، وقال بعضهم: هو أبيض (٢).

فلما أن بلغ ابن الزبير بالبناء ثمانية عشر ذراعا فى السماء- وكان هذا طولها يوم هدمها-/قصرت لحال الزيادة التى زاد من الحجر فيها، واستسمج ذلك؛ إذ صارت عريضة لا طول لها، فقال: قد كانت قبل قريش تسعة أذرع حتى زادت قريش فيها تسعة أذرع طولا فى السماء؛ فأنا أزيد فيها تسعة أذرع أخرى، فبناها سبعة


(١) أخبار مكة للأزرقى ١:٢٠٨.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ١:٢٠٨،٢٠٩، والجامع اللطيف ٩١.