لدراسة هذه الظاهرة التاريخيَّة وتحليلها، وصنفوا [مؤلفات عديدة عن تاريخ سكان البلدان التي فتحها المسلمون، فدرسوا أحوالها السياسية والإدارية والاجتماعية، لتفسير بعض شؤون الفتح، كما درسوا ثقافاتها لتبيان الصلات بينها وبين ما أخذه الفاتحون عنها، وقد تناولوا الفتح جملة وتفصيلًا من الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية حتى الشرق الأقصى، وإفريقية، والأندلس، وفرنسا، وإيطاليا، وصقليَّة، وقد درسوا أثر ذلك الفتح في الحملات الصليبيَّة، والإمبراطوريَّة المغولية، والسلطنة العثمانية، وطرق التجارة؛ ومن الذين كتبوا في هذا الموضوع (بيكر): "تاريخ العصر الوسيط)، و (كيتاني): (حوليات الإسلام)، وقد أنفق على ثلاث بعثات إلى مواقع الفتح لرسمها جغرافيًّا (وطبوغرافيًّا)، وجمع المصادر من اللاتينية، والسريانية، والعربيَّة، ومنهم (دغوية): (فتح سورية) و (ميادنيكوف): (فلسطين منذ الفتح العربي حتى الحروب الصليبية)، و (بتلر) في: (فتح العرب لمصر)، كما كتب (فلهوزن) عن: (الفتوح في إيران)، و (لوران) عن: (الفتوح في أرمينيَّة)، و (بارتولد)، عن:(الفتوح في آسيا الوسطى)، و (جاتو)، عن (الفتوح في إفريقية والأندلس)، و (جون جلوب): (الفتوحات العربيَّة الكبرى)، وكتب (فايل)، "تاريخ الشعوب الإسلاميَّة من النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى سليم الأول (العثماني)، و (بروكلمان): (تاريخ الشعوب الإسلاميَّة)، تناول فيه تاريخ المسلمين منذ أقدم العصور إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى. . .، كما كتب (برنارد لويس): (العرب في التاريخ)، و (لو لفريد كانتويل سميث): (الإسلام في التاريخ الحديث)، و (هاملتون حبيب، وآخرون): (الشرق الأدنى الإسلامي)] (١).
(١) محمد عبد الفتاح عليان: أضواء: ص ٥٥، ٥٦، (مرجع سابق)، وانظر: محمد بن عبود: منهجية الاستشراق في دراسة التاريخ الإسلامي ١/ ٣٦٢ - ٣٨٦، (مرجع =