للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لكن قول سيبويه: واعلم أن «كم» في الخبر لا تعمل إلا فيما تعمل فيه «رب»؛ لأن المعنى واحد إلا أن «كم» اسم؛ و «رب» غير اسم (١)، يبعد تأويل أبي علي (٢)، ثم إن سيبويه قال [٤/ ٢٧] في «كأين»: معناها معنى «رب» (٣). ولا شك أن «كأين» ليس حكمها حكم «رب»؛ لأنها قلما تجر، وإنما ينتصب تمييزها، أو يدخل عليه حرف الجر، ثم قال (٤): واختلف النحويون في معنى «رب» فمذهب أبي عليّ أنها للتقليل، وهو قول عيسى بن عمر، ويونس، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عثمان، وأبي العباس، وأبي بكر، وأبي إسحق الزجاج، والرماني، وابن جني، والصيمري، والسيرافي، وأبي عمرو بن العلاء، والأخفش سعيد بن مسعدة، وأبي عمر الجرمي، وابن درستويه، وكذلك جعله الكوفيون، كالكسائي، والفراء، ومعاذ الهراء. وهشام وابن سعدان (٥). وبهذا قال الزمخشري (٦) من المتأخرين.

وقيل: إنها للتكثير، قال بذلك جماعة منهم صاحب العين، وروى عن الخليل (٧)، وقال به كثير من المتأخرين،

وقال بعض المتأخرين: هي من الأضداد تكون للتقليل والتكثير، وقال ابن (الباذش) (٨) هي لمبهم العدد تكون تقليلا وتكثيرا، وبه قال ابن طاهر، وابن خروف (٩)، وذكر أنه مذهب سيبويه، وأن «كم» عنده تكون تقليلا وتكثيرا؛ لأنها لمبهم العدد عنده من قليل وكثير.

قال الخضراوي: وهذا غريب من القول في «كم». وأما ابن عصفور فإنه قال في شرح الجمل (١٠): «وأما «ربّ» فمعناها عند المحققين من النحويين التقليل؛ فإذا قلت: رب رجل عالم لقيت؛ فكأنك قلت: قد لقيت من ضعيف الرجال العلماء وليس من لقيته بالكثير وأنشد: -


(١) الكتاب (٢/ ١٦١).
(٢) راجع التذييل (٤/ ٣٧).
(٣) الكتاب (٢/ ١٧١).
(٤) أي: الخضراوي، وانظره في التذييل (٤/ ٣٧).
(٥) سبقت ترجمة هذه الكوكبة من النحويين في هذا الكتاب، وانظر في آراء هؤلاء: الارتشاف (ص ٧٣٥)، والتذييل (٤/ ٣٧)، والتصريح (٢/ ١٨)، وشرح السيرافي على الكتاب (٢/ ٢١ ب)، والمغني (١/ ١١٩) بحاشية الأمير، والمقتضب (٤/ ١٣٩، ٢٨٩)، والهمع (٢/ ٢٥).
(٦) انظر: المفصل (٨/ ٢٦).
(٧) الهمع (٢/ ٢٥).
(٨) في الأصل: «البيدش». وهو أبو الحسن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري برع في الشريعة والعربية شرح الأصول والإيضاح للفارسي والكتاب والمقتضب وغيرها (ت ٥٣٨ هـ) وراجع: الأعلام (٥/ ٦٠).
(٩) ينظر في رأيهم: التذييل (٤/ ٣٧).
(١٠) انظر: الكتاب المذكور (١/ ٥٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>