للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْنُ جِنِّي: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لِعَدَمِ م خ م، وعِزَّة بَابُ قَلِقَ. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: خَامَتِ الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً، وَزَعَمَ أَنه مَقْلُوبٌ مِنْ وَخُمَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنما هُوَ فِي مَعْنَاهُ لَا مَقْلُوبٌ عَنْهُ. وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إِذا رَفَعْتَهَا؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

رَأَوْا وَقْرَةً فِي السّاقِ مِنّي فَحَاوَلُوا ... جُبُورِيَ، لَمَّا أَن رأَوْني أُخِيمُها

الفراء وابن الأَعرابي: الإِخامَةُ أَن يصيِب الإِنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ فِي رِجْله، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ مِنَ الأَرض فيُبْقِي عَلَيْهَا؛ يُقَالُ: إِنه ليُخِيم إِحدى رجْليه. أَبو عُبَيْدٍ: الإِخامَةُ لِلْفَرَسِ أَن يَرْفَعَ إِحدى يَدَيْهِ أَو إِحدى رِجْلَيْهِ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ مَا أَنشده ثَعْلَبٌ أَيضاً:

رَأَوْا وَقْرَةً فِي السَّاقِ مِنِّي فَحَاوَلُوا ... جُبُوريَ، لَمَّا أَن رأَوْني أُخِيمُها

[فصل الدال المهملة]

دأم: دَأَمَ الحائطَ عَلَيْهِ دَأَماً: دَفَعَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الدَّأْمُ إِذا دَفَعْتَ حائِطاً فَدَأَمْتَهُ بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى شَيْءٍ فِي وَهْدَةٍ، تَقُولُ: دَأَمْتُهُ عَلَيْهِ. ودَأَمْتُ الْحَائِطَ أَي رَفَعْتُهُ مِثْلُ دعَمْتُهُ. وتَداءَمَتْ عَلَيْهِ الأُمور والأَهْوالُ والهمومُ والأَمواج، بِوَزْنِ تَفاعَلَتْ، وتَدَأَّمَتْهُ؛ الأَخيرة مُعَدَّاةٌ بِغَيْرِ حَرْفٍ: تَرَاكَمَتْ عَلَيْهِ وَتَزَاحَمَتْ وتَكَسَّرَ بعضُها عَلَى بَعْضٍ. وتَدَأّمَهُ الماءُ: غَمَرَهُ، وَهُوَ تَفَعَّل؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:

كَمَا هَوى فِرْعَوْنُ، إِذْ تَغَمْغَما، ... تَحْتَ ظِلال المَوْجِ، إِذ تَدَأّما

الأَصمعي: تَداءَمَهُ الأَمرُ مِثْلُ تَداعَمَهُ إِذا تَرَاكَمَ عَلَيْهِ وتكسَّر بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ. وتَدَأّمَ الفحلُ الناقةَ أَي تَجَلَّلها. والدَّأْمُ: مَا غَطَّاك مِنْ شَيْءٍ. وَجَيْشٌ مِدْأَمٌ: يَرْكبُ كلَّ شَيْءٍ. أَبو زَيْدٍ: تَدَأّمْتُ الرَّجُلَ تَدَؤُّماً إِذا وَثَبْت عَلَيْهِ فَرَكِبْتَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: والدَّأْماء الْبَحْرُ، عَلَى فَعْلاء؛ قَالَ الأَفوَهُ الأَوْديّ:

واللَّيْل كالدَّأَماءِ مُسْتَشْعِرٌ، ... مِنْ دُونِهِ، لَوْناً كلَوْنِ السَّدُوس

دجم: دُجَمُ العِشْقِ وَالْبَاطِلِ: غَمَراتُه؛ يُقَالُ: انْقَشَعَتْ دُجمُ الأَباطيل. وإِنه لَفِي دُجَمِ الهَوى أَي فِي غَمَراتِهِ وظُلَمِهِ، الْوَاحِدَةُ دُجْمَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قِيلَ دِجْمَةٌ ودِجَمٌ لِلْعَادَاتِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: دَجَمَ الليلُ دُجْمَةً ودَجْماً أَظلم. والدِّجْمُ: الخُلُق. وَيُقَالُ: إِنك عَلَى دِجْمٍ كَرِيمٍ أَي خُلُقٍ، ودجملٌ كَرِيمٌ مِثْلُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ

ودِجْمُ الرَّجُلِ: صَاحِبُهُ. ودَجِمَ الرجلُ ودُجِمَ: حَزِنَ، والدَّجْمُ مِنَ الشَّيْءِ: الضَّرْبُ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:

وكَلَّ مِنْ طُولِ النِّضالِ أَسْهُمُهْ، ... واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: دِجَمُهُ أَخْدانُه وأَصحابه، الْوَاحِدُ دِجْمٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَن فِعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعَلٍ إِلا أَن يَكُونَ إِسماً لِلْجَمْعِ، وَالْمَعْنَى أَن الَّذِي كَانَ يُتَابِعُنِي فِي الصِّبا اعْتَلّ عَلَيَّ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: أَمِنْ هَذَا الدَّجْمِ أَنت أَي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّجُومُ وَاحِدُهُمْ دِجْمٌ، وَهُمْ خَاصَّةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>