داهيا في الأمور كيسا فطنا مبالغا في الاحتياط في خدمة الصوفية وما كان يقبل من أهل العسكر شيئا من أموالهم خدم الصوفية والمجتازين قريبا من خمسين سنة وكان سخي النفس راعيا لحقوق الناس مشفقا عليهم لم أر في شيوخ الصوفية مثله وكان لي مثل الوالد المشفق للمودة الأكيدة وحقوق الصحبة التي كانت بينه وبين الإمام والدي في السفر والحضر سمع أباه أبا محمد وجده أبا بكر الخطيب وجدي الإمام أبا المظفر وأبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار الميهني وغيرهم وكانت له إجازة عن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن سمعت منه الكثير وأفادني عن جماعة من الشيوخ بالبلد وكشميهن والله تعالى يرحمه ويجزيه عني أحسن الجزاء وكان أضر في آخر عمره مدة ومن جملة ما سمعت منه كتاب الصحيح للبخاري بروايته عن أبي الخير ابن أبي عمران وكان آخر من روى عنه عن أبي الهيثم الكشميهني عن الفربري عنه وكانت ولادته في ذي القعدة سنة إحدى وستين