١٥٨٤٢ - عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري، أنه سمع أبا هريرة يقول:
«بعث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، ثمامة بن أثال، سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال له: ماذا عندك يا ثمامة؟ قال: عندي يا محمد خير، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى إذا كان الغد، قال له: ما عندك يا ثمامة؟ قال: ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى كان بعد الغد، فقال: ما عندك يا ثمامة؟
⦗٦٦٠⦘
فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: انطلقوا بثمامة، فانطلقوا به إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة، قال له قائل: صبات؟ فقال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى ياذن فيها رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم» (١).