قال في "شرح السُّنَّة": قَشَبني ريحُها؛ أي: سمَّني وصار ريحها كالسمِّ في أنفي، والقَشْبُ: خلط السمِّ بالطعام، والقِشْب: اسم السمُّ، وكل مسمومٍ: قشيب، وأصل (الذَّكاء): بلوغ الشيء منتهاه، وذكَّيتُ النارَ: إذا أتممتُ اشتعالَها، وذَكاء النار: لهبُها؛ يعني: ذلك الرجل إذا أَقبلَ وجهه إلى النار، وقَرُبَ منها يستعيذ به تعالى ويقول: يا ربِ! بعِّدْ وجهي عنها؛ فإن ريحَها قد آذاني، وأحرقني لهبُها.
قوله:"هل عسيتَ إن فُعِلَ ذلك بك أن تسأل غيرَ ذلك؟ "(هل): استفهام بمعنى التقرير، و (عسيت): عامله واسمه، و (أن تسأل): خبره، و (إن) في (إن فُعل): للشرط، وفعل جملة شرطية، والجملة الجزائية مقدرة يدل عليه قوله:(عسيت)، وقيل: الشرط إذا توسط لا يستحق الجزاء؛ لأن له حقَّ الصدر، فإذا زالت صدريتُه زال حقُّه في الجزاء. (ذلك) في قوله: (إن فُعل ذلك) إشارة إلى المسؤول عنها، وهو إبعاده عن النار.
قوله:"رأى بهجتَها"، (البهجة): الحُسن، (بَهَجَ) و (بَهِجَ به) بالفتح والكسر: إذا فرح، بهَّجَه وأَبْهَجَه: سرَّه، الضمير في (بهجتها) عائد إلى الجنة.
قوله:"فإذا بلغ بابَها، فرأى زهرتَها وما فيها من النَّضرة والسرور"، (الزهرة): البياض، زهرة الدنيا: نضارتها؛ أي: طِيب عيشها؛ يعني: طِيب العيش فيها، وزهرة النبت: نوره.
قوله:"ويلَك يا ابن آدم ما أغدرَك! "، (ويلك): كلمة تقال عند وقوع شخص في الهلاك، وهو مصدر لا فعلَ له من لفظه، فإن فُسَّرَ مِن معناه الظاهر كان المعنى: الزَمِ الله ويلَك؛ أي: أهلكتَ إهلاكًا، وإن نُظر إلى معناها الخاص