وقوله: {يجادلنا} كلام مستأنف دال على الجواب تقديره: اجترأ على خطابنا أو فطن لمجادلتنا، أو قال كيت وكيت، ثم ابتدأ فقال: {يجادلنا في قوم لوط}.
قيل: في {يجادلنا} هو جواب (لما) وإنما جيء به مضارعا لحكاية الحال.
وقيل: إن (لما) ترد المضارع إلى معنى الماضي، كما ترد (إن) الماضي إلى معنى الاستقبال، وقيل: معناه: أخذ يجادلنا ...».
في معاني القرآن ٢: ٢٣: «ولم يقل: جادلنا، ومثله في الكلام لا يأتي إلا بفعل ماض كقولك: فلما أتاني أتيته وقد يجوز: فلما أتاني أثب عليه، كأنه قال: أقبلت أثب عليه».
انظر البيان ٢: ٢٣ - ٢٤، العكبري ٢: ٢٣، البحر ٥: ٢٤٥، المغني ١: ٢١٩.
واحتمل أن يكون جواب (لما) مقرونا بالفاء في قوله تعالى: {فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد} ٣١: ٣٢.
في المغني ١: ٢١٩: «وقيل: الجواب محذوف أي انقسموا قسمين».
واختلف في جواب (ولما) من قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} ٢: ٨٩.
قيل: (لما) الثانية وجوابها جواب للأولى. معاني القرآن ١: ٥٩.
وقيل: الجواب محذوف تقديره: نبذوه أو كفروا به.
وقيل: {كفروا} أغنى عن جواب الأولى والثانية لأن الثانية كررت حين طال الكلام.
انظر البيان ١: ١٠٧ - ١٠٨، العكبري ١: ٢٨، القرطبي ٢: ٢٧، البحر ١: ٣٠٣.
جاء جواب (لما) فعلا ماضيا في هذه المواضع:
(لما) في: ١٠: ٩٨، ٢٥: ٣٧، ١٩: ١١، ٧٢: ١٣، ١٩.