للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نداء النكرة المقصودة

جاء نداء النكرة المقصودة في هذه المواضع:

١ - {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي} [١١: ٤٤].

في الكشاف: ٢: ٢١٧: «ثم أمرهما بما يؤمر به أهل التمييز والعقل من قوله: (ابلعي ماءك. . وأقلعي) من الدلالة على الاقتدار العظيم وأن السموات والأرض وهذه الأجرام العظام منقادة لتكوينه فيها ما يشاء غير ممتنعة عليه، وكأنها عقلاء مميزون قد عرفوا عظمته وجلاله وثوابه وعقابه وقدرته على كل مقدور، وتبينوا تحتم طاعته عليهم وانقيادهم له، وهم يهابونه، ويفزعون من التوقف دون الامتثال له والنزول على مشيئته من غير ريث».

وفي القرطبي ٤: ٣٢٦٨: «هذا مجاز لأنها موات، وقيل: جعل فيها ما تميز به، والذي قال إنه مجاز قال: لو فتش كلام العرب والعجم ما وجد فيه مثل هذه الآية، على حسن نظمها وبلاغة رصفها».

وفي البحر ٥: ٢٢٨: «وهذا النداء والخطاب بالأمر هو استعارة مجازية وعلى هذا جمهور الحذاق، وقيل: إن الله تعالى أحدث فيهما إدراكا وفهما لمعاني الخطاب، وروى أن أعرابيا سمع هذه الآية فقال: هذا كلام القادرين وعارض ابن المقفع القرآن فلما وصل إلى هذه الآية أمسك عن المعارضة وقال: هذا كلام لا يستطيع أحد من البشر أن يأتي بمثله».

٢ - {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير} [٣٤: ١٠].

في البحر ٧: ٢٦٢: «وجعل الجبال بمنزلة العقلاء الذين إذا أمرهم أطاعوا وأذعنوا وإذا دعاهم سمعوا واجابوا؛ إشعارا بأنه ما من حيوان وجماد وناطق وصامت إلا وهو منقاد إلى مشيئته، غير ممتنع على إرادته، ودلالة على عز الربوبية، وكبرياء الأولوهية حيث نادى الجبال وأمرها».

<<  <  ج: ص:  >  >>