في سيبويه ٢٠١:٢: «هذا باب ما لفظ به مثنى كما لفظ بالجمع، وهو أن يكون الشيئان كل واحد منهما بعض شيء مفرد من صاحبه، وذلك قولك: ما أحسن رءوسهما، وما أحسن عواليهما: وقال عز وجل: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا {٤:٦٦]، والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) فرقوا بين المثنى الذي هو شيء على حدة وبين ذا. وقال الخليل. نظيره قولك: فعلنا وأنتم اثنان، فتلكم به كما تلكم به وأنتم ثلاثة».
وقال في ٢٤١:١: «وسألت الخليل عن (ما أحسن وجوههما) فقال: لأن الاثنين جميع، وهذا بمنزلة قول الاثنين: نحن فعلنا، ولكنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما يكون منفردًا وبين ما يكون شيئًا من شيء».
في معاني القرآن ٣٠٦:١ - ٣٠٧: «وإنما قال أيديهما؛ لأن كل شيء موحد من خلق الإنسان إذا ذكر مضافًا إلى اثنين فصاعدًا جمع، فقيل: قد هشمت رءوسهما. وملأت ظهورهما وبطونهما ضربًا. ومثله: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا {٤:٦٦].
وإنما اختير الجمع على التثنية لأن أكثر ما تكون عليه الجوارح اثنين في الإنسان: اليدين، والرجلين والعينين، فلما جرى أكثره على هذا ذهب الواحد منه إذا أضيف إلى اثنين مذهب التثنية: وقد يجوز تثنيتهما. وقد يجوز هذا فيما ليس من خلق الإنسان، وذلك أن نقول للرجلين خليتما نساءكما وأنت تريد امرأتين، وخرقتما قمصكما.