للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما ذكرت ذلك من النحويين من كان لا يجيزه إلا في خلق الإنسان وكل سواء».

وفي الكشاف ٦١٢:١: «(أيديهما) يديهما، ونحوه (فقد صغت قلوبكما) اكتفى بتثنية المضاف إليه عن تثنية المضاف، وأريد باليدين اليمينان».

وفي البحر ٤٨٣:٣: قال الزمخشري .. سوى بين أيديهما وقلوبكما، وليسا بسين لأن باب صغت قلوبكما بطرد فيه وضع الجمع موضع التثنية، وهو ما كان اثنين من شيئين كالقلب والأنف والوجه والظهر. وأما إن كان في كل منهما اثنان كاليدين والأذنين والفخذين فإن وضع الجمع موضع التثنية لا يطرد، وإنما يحفظ ولا يقاس عليه، لن الذهن إنما يتبادر إذا أطلق الجمع لما يدل عليه لفظه، فلو قيل: قطعت آذان الزيدين فظاهره قطع أربع آذان، وهو استعمال اللفظ في مدلوله.

وفي البحر ٢٩٠:٨ - ٢٩١: وأتى بالجمع في قوله: (قلوبكما) وحسن ذلك إضافته إلى مثنى. وهو ضميرهما (والجمع في مثل هذا أكثر استعمالاً من المثنى، والتثنية دون الجمع كما قال أبو ذؤيب ..

وهذا كان القياس وذلك أن يعبر بالمثنى عن المثنى، لكن كرهوا اجتماع تثنيتين، فعدلوا إلى الجمع، لأن التثنية جمع في المعنى، والإفراد لا يجوز عند أصحابنا إلا في الشعر، كقوله:

حمامة بطن الواديين ترنمي

يريد بطني، وغلط ابن مالك في التسهيل إذ قال: «ونختار لفظ الإفراد على لفظ التثنية». النهر ٢٨٨، العكبري ١٣٩:٢.

وفي ابن يعيش ١٥٥:٤ - ١٥٧: «وكان الفراء يقول: إنما خص هذا النوع بالجمع نظرًا إلى المعنى لأن كل ما في الجسد منه شيء واحد، فإنه يقوم مقام شيئين، فإذا ضم إلى ذلك مثله فقد صار في الحكم أربعة، والأربعة جمع وهذا من أصول الكوفيين الحسنة، ويؤيد ذلك أن ما في الجسد منه شيء واحد ففيه الدية كاملة

<<  <  ج: ص:  >  >>