قال:(كانتا رتقًا) لأنه أراد السماء الأرض، ومنه {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} جمع السموات نوعًا، والأرضين نوعًا، فأخبر عن النوعين، ما أخبر عن اثنين .. وقال الحوفي: لأنه أراد الصنفين .. وقال أبو البقاء: الضمير يعود على الجنسين. وقال الزمخشري: إنما قال: كانتا، دون كن لأن المراد جماعة السموات وجماعة الأرض، ونحوه قولهم: لقاحان سوداوان، أراد جماعتان».
في معاني القرآن ٧٨:٣: «العرب تأمر الواحد والقوم بما تأمر به الاثنان، فيقولون للرجل: قومًا عني، وأنشدني بعضهم:
فقلت لصاحبي لا تحبسانا بنزع أصوله واحتز سبحا
وأنشدني أبو تروان:
وإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر وإن تدعاني أحم عرضًا ممنعًا
ونرى أن ذلك منهم أن الرجل أدنى أعوانه في إبله وغنمه اثنان، وكذلك الرفقة أدنى ما يكونون ثلاثة، فجرى كلام الواحد على صاحبيه، ألا ترى أن الشعراء أكثر شيء قيلا: يا صاحبي، يا خليلي ..».
وفي الكشاف ٣٨٧:٤: «خطاب من الله تعالى للملكين: السائق والشهيد، ويجوز أن يكون خطابًا للواحد على وجهين: أحدهما قول المبرد أن تثنيه الفعل نزلت منزلة تثنية الفاعل لاتحادهما، كأنه قيل: ألق ألق للتأكيد.
والثاني: أن العرب أكثر ما يرافق منهم اثنان، فكثر على ألسنتهم أن يقولوا: خليلي، صاحبي، قفا، أسعدا، حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين».