للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} [٢٤: ٢].

ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي: {الزانية والزاني} بالنصب.

قال أبو الفتح: وهذا منصوب بفعل مضمر أيضا، أي اجلدوا الزانية والزاني، فلما اضمر الفعل الناصب فسره بقوله: {فاجلدوا كل واحدة منهما مائة جلدة} وجاز دخول الفاء في هذا الوجه، لأنه موضع أمر، ولا يجوز: زيدا فضربته، لأنه خبر, وساغت الفاء مع الأمر لمضارعته الشرط، ألا تراه دالا على الشرط، ولذلك انجزم جوابه في قولك: زرني أزرك، لأن معناه: زرني، فإنك إن تزرني أزرك، فلما آل معناه إلى الشرط جاز دخول الفاء في الفعل المفسر للضمير، فعليه تقول: بزيد فامرر، وعلى جعفر فانزل، ولا موضع لقوله تعالى: {فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} لأنه تفسير، ولا يكون وصفا للزانية والزاني، من حيث كانت المعرفة لا توصف بالنكرة، وكل جملة فهي نكرة، وأيضا فإن الأمر لا يوصف به، كما لا يوصف بالنهي وبالاستفهام، لاستفهام كل واحد من ذلك لعدم الخبر منه، وأيضا فإن الموصوف لا تعرض بينه وبين صفته الفاء، لا تقول: مررت برجل فيضرب زيدا، وذلك لأن الصفة تجرى مجرى الجزء من الموصوف وجزء الشيء لا يعطف على ما مضى منه.

فإن قلت: فقد أقول: مررت برجل قام فضرب زيدا فكيف جاز العطف هنا؟.

قيل: إنما عطفت صفة على صفة، ولم تعطف الصفة على الموصوف، من حيث كان الشيء لا يعطف على نفسه لفساده».

المحتسب ٢: ١٠١ - ١٠٢، البحر ٦: ٤٢٧.

٩ - {يلقون السمع وأكثرهم كاذبون، والشعراء يتبعهم الغاوون} [٢٦: ٢٢٣ - ٢٢٤].

قرأ عيسى {والشعراء} نصبا على الاشتغال، والجمهور رفعا بالابتداء والخبر. البحر ٧: ٤٨، ابن خالويه: ١٠٨.

١٠ - {ذلك هو الفضل الكبير، جنات عدن يدخلونها} [٣٥: ٣٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>