عليه، هو اختيار الرفع للسلامة من الحذف والتقدير، فـ (أما) في الحقيقة ليست مقتضية للرفع، لأن وقوع الاسمية والفعلية بعدها على السواء، نحو قوله تعالى:{فأما اليتيم فلا تقهر}{وأما السائل فلا تنهر} لكن علها في الصورتين أنها منعت مقتضى النصب من التأثير، فبقى مقتضى الرفع بحاله وهو كون الأصل سلامة الكلام من الحذف والتقدير».
وفي معاني القرآن ٣: ١٤ - ٥: «وكان الحسن يقرأ {وأما ثمود فهديناهم} بنصب، وهو وجه، والرفع أجود منه لأن (أما) تطلب الأسماء، وتمتنع من الأفعال، فهي منزلة الصلة من الاسم، ولو كانت (أما) حرفا بلى الاسم إذا شئت، والفعل كان الرفع والنصب معتدلين، مثل قوله:{والقمر قدرناه منازل} ألا ترى أن الواو تكون مع الفعل ومع الاسم، فتقول: عبد الله تركته وزيدا ضربته، لأنك تقول: وتركت زيدا، فتصلح في الفعل الواو كما صلحت في الاسم، ولا تقول: أما ضربت فعبد الله كما تقول: أما عبد الله فضربت.
ومن أجاز النصب، وهو يرى هذه العلة فإنه يقول: خلقة ما نصب الأسماء أن يسبقها، لا أن تسبقه، وكل صواب».
قرأ أبو السمال وابن مجاهد وابن مقسم برفع {والسماء}{والأرض} على الابتداء، البحر ٨: ١٤٢.
١٥ - {أبشر منا واحدا نتبعه}[٥٤: ٢٤].
قرأ أبو السمال فيما ذكر الهذلي في كتابه (الكامل) وأبو عمرو الداني برفع {أبشر منا واحد} فبشر مبتدأ، واحد صفته والخبر {نتبعه}.
ونقل ابن خالويه وصاحب اللوامح وابن عطية برفع بشر، ونصب واحد عن أبي السمال قال صاحب اللوامح، فأما رفع بشر فبإضمار الخبر بتقدير: أبشر منا يبعث إلينا أو يرسل ونحوهما.