للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {فانفجرت} وظاهر كلام صاحب المفتاح تسمية هذه الفاء فصيحة على تقدير: فضرب فانفجرت: وظاهر كلام صاحب الكشاف على تقدير: فإن ضربت فقد انفجرت. والقول الأكثر على التقديرين. قال الشيخ سعد الدين: إنها تفصح عن المحذوف وتفيد بيان سببيته، كالتي تذكر بعد الأوامر والنواهي؛ بيانا لسبب الطلب ... وتختلف العبارة في تقدير المحذوف فتارة أمرًا أو نهيًا، وتارة شرطًا ... والأصح: أن لا فرق بين الفصيحة والتفريعية ...

وفي حواشي شرح السعد على تصريف العزى ص ١٥٩ - ١٦٠: «فاء فصيحة، وهي التي تدل على الشرط المحذوف. وقيل: على السببية: وقيل عليهما. وسميت فصيحة، إما لإفصاحها عن الشرط والسبب، أو لفصاحة الكلام الذي دخلت هي فيه، أو ظهور المعنى بسبب دخولها، أو وصف لها بوصف صاحبها، أو لكونها مفيدة معنى بديعًا، أو واقعة موقعًا حسنًا.

وتتنوع الفاء الفصيحة بتنوع ما دل عليه من المحذوف: فتارة يكون المحذوف أمرًا أو نهيًا كما في قوله تعالى: {فقد جاءكم بشير ونذير} أي لا تعتذروا فقد جاءكم، وتارة شرطًا كما في قوله تعالى: {فهذا يوم البعث} أي إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث، وتارة يكون معطوفًا، كما في قوله تعالى: (فانفجرت) أي ضرب فانفجرت».

وفي حواشي نتائج الأفكار ص ١٧٢: «ويقال لها فاء الفصيحة وفاء التفريع والنتيجة أيضًا عند بعض ...».

تكلم الرضى عن الفاء التي تكون جوابًا لشرط مقدر مع الأداة ولكنه لم يطلق عليها فاء الفصيحة قال في ٢: ٣٤٠.

«الفاء» التي لغير عطف لا تخلو من معنى الترتيب، وهي التي تسمى فاء السبب، وتختص بالجمل، وتدخل على ما هو جزاء مع تقدم كلمة الشرط، نحو: إن لقيته فأكرمه، ومن جاءك فأعطه، وبدونها، نحو: زيد فاضل فأكرمه، وتعريفه

<<  <  ج: ص:  >  >>