للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قامت في جاوة دول إسلامية أولاها الدولة الدمكية لمّا قُتل إمبراطور الإمبراطورية الكبيرة ماجاباهيت. وكانت ولاية دمك من الولايات التي استقلّت، وتمكّن ملكها سنة ١٥١٥ من إسقاط إمبراطورية ماجاباهيت ونقل شعارها إلى دمك عاصمة الدولة الإسلامية.

ثم قامت (كما مرّ بكم) دولة بنتام سنة ١٥٦٨، ثم قامت دولة ماتارام سنة ١٥٧٩ حين تجمّعت جيوش الدولة البوذية في جاوة وانضمّت إليها الدولة البوذية في جزيرة بالي، وهي جزيرة صغيرة شرقي جاوة، يقصدها السياح ليروا نساءها المجوسيات اللواتي كنّ يخرجن (إلى الوقت الذي زرت فيه أندونيسيا) عاريات الصدور، وهي بلد الرقص فيها من أشكاله وأنواعه ما يُعَدّ بالعشرات وبلد المتعة واللهو، ولم يبقَ بيننا وبينها إلاّ مسيرة ساعتين بالسيارة، ولم أمشِ إليها ولم أرَ شيئاً منها. هذه الجيوش التي تجمّعَت أغارت على الدولة الإسلامية بقُوى هائلة وأنزلَت بها خسائر فادحة، ولكن المسلمين ثبتوا ثبات الإيمان أمام الهجمات فأمدّهم الله بالنصر، وما النصر إلاّ من عند الله (١).

* * *

حاولت أن أجلو لكم صورة مُجمَلة عن الدول الإسلامية التي قامت في هذه المناطق البعيدة من الشرق الأقصى، فكتبتُ


(١) ما سبق من هذه الحلقة إلى هنا منقول باختصار من فصل «لمحات من تاريخ الدين والوطنية في أندونيسيا»، وهو منشور في كتاب «في أندونيسيا» (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>