للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فِي الْأَرْضِ}، وكونه من أدب الداعي أن يقول: اغفر لي ولجميع المسلمين، فليس في ذلك عموم لجميع ذنوبهم. أ. هـ. وقد يقال يحتمل أن تلك الطائفة التي بدا من دخولها النار من قوم سيوجدهم الله تعالى بعد ذلك لا ممن اتصف بالوجود أو من اتصف به حالة الدعاء، والله تعالى أعلم بالصواب.

وأعلم أنه قد ورد في بعض الأحاديث ما يقتضي أن من الأعمال ما يرفع الذنب السابق، ولا يرفع الذنب اللاحق، وهو كثير، ومنها ما يرفع السابق واللاحق جميعاً، قال الزركشي: ويسمى رافعاً وكاشفاً كصوم عرفة، فإنه رافع لذنوب السنة الماضية، ورافع لذنوب السنة المستقبلة، كما ثبت به الحديث الصحيح. ويقع السؤال كثيراً عن هذا التكفير هل هو في حق من هو عليه ذنب فقط أم يعم؟ وأجبت أن من صامه إما أن يكون عليه ذنوب أو لا؟ وإن كان فإن الصوم يكفر القدر المذكور وإلا فيعطي من الثواب ما يكفر ذلك القدر. ولو كان عليه. أ. هـ.

وقال النووي في شرح مسلم بعد إيراد أحاديث كثيرة بخصال مكفرة، قد يقال إذا كفر الوضوء، فماذا تكفر الصلاة، وإذا كفرت الصلاة فما تكفر الجمعات، وكذلك رمضان، وكذا صوم يوم عاشوراء كفارة سنة وإذا وافق تأمينه نحو تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.

والجواب ما أجاب به العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح، فإن وجد ما يكفر به الصغائر كفره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتب به حسنات ورفع به درجات، وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف الكبائر. أ. هـ. ثم قال الزركشي عقب ما تقدم: وقال الروياني في البحر: ليس لنا عبادة تكفر ما بعدها غير صوم عرفة، وليس كما قال في حديث: الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، وزيادة ثلاثة أيام، وصدقة الفطر طهارة للصائم من لغوه ورفثه الواقع في رمضان كما جاء في الحديث، ويجوز تقديمها من أول رمضان وإن تأخرت كانت واقعة. أ. هـ.

قلت حديث الجمعة إلى الجمعة ليس فيه تصريح بأن ذلك في المستقبل لكن روى ابن ماجه حديث تكفير يوم عاشوراء بلفظ: صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده، وروى البيهقي عن أبي ذر أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: إنّ صليت الضحى عشراً لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب الحديث. وقال: في إسناده نظر، وفي حديث مسلم: ما من مسلم تحضره الصلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت له كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تُؤت كبيرة، وفي رواية: إلا غفر له ما بينه وما بين الصلاة. التي قبلها، وروى ابن أبي الدنيا في فضائل شهر رمضان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

<<  <   >  >>