والمفهم لك والمتفهِّم عنك شريكان في الفضل، إلا أن المفهِمَ أفضل من المتفهِّم، وكذلك المعلم والمتعلم) (١).
من هنا نرى العلامة الطحلاوي رحمه الله يستعين الله ويستخيره لوضع رسالة في الفهم والإفهام.
ويأذن الله تعالى بأن يطلع العلامة الأمير رحمه الله على هذا التأليف الوجيز، فيقترح تسميته بـ " غاية الإحكام في آداب الفهم والإفهام ".
ثم يدفع الطحلاوي للأمير بهذه الرسالة، ليقوم بشرحها وبيان ما يشكل منها، فيُنْفِذُ الأمير هذه الرغبة الصادقة لمؤلفها، ويشرحها بـ " ثمر الثُمام ".
والثُّمام: نبت ضعيف قصير لا يطول، ولذلك كان وثمرَهُ سهل المتناول، حتى قالوا في الشيء لا يستصعب الوصول إليه: هو على طرف الثُّمام.
وكأن العلامة الأمير رحمه الله أراد بهذا الاسم بيان قرْبِ الفوائد التي رصفها في كتابه هذا من طالبها، لا يعسر عليه فهمها، وكذلك يومىء الاسم لتواضعه رحمه الله تعالى.