إيضاح أكبر قدْر ممكن منها، بتفسير غامضها وضبط خفيِّها، وذكر بعض العلل والأدلة، مع المحافظة على وجازة النص وبهائه.
ثم لا يخفى أن فهم العبارة ومراد قائلها منها شيء، وصحتَها أو خطأها شيء آخر، فليس المراد من فهم العبائر تصحيح معانيها، فقد تردُّ العبارة لأنها غير مستقيمة على قواعد الفهم والإفهام، وقد تقبل ويفهم معناها، ثم يُردُّ هذا المعنى لدلالات خارجة عنها.
فالردُّ الوارد في هذه الرسالة إنما هو من النوع الأول، ذاك الذي تردُّه قواعد الفهم المذكورة فيها.
كما تبرز أهمية هذه الرسالة كذلك:
بتعرضها لهذا البحث الذي يمكننا أن ندعيَ قلَّة التصنيف فيه مفرداً على هذه الطريقة الفذَّة.
وبوجازته التي تعين على تصور أصول مسائله، وقد قال مصنف " المتن ": (وليس غرضنا بيان جميع الأنواع، ولا جميع الآداب).
وبذلك الشرح الماتع الذي ألقى بظلاله العلامة المحقق الأمير الكبير، المعروف بنكاته العلمية، ونفاسة فوائده التي لا يُخلي كعادته تصنيفاً من تصانيفه منها.
فكان هذا الشرح لـ " غاية الإحكام " مادة علمية آلية لكل علم من العلوم.
فهو أشبه أن يكون علماً رياضياًّ بنظرته الشاملة، ومن هنا تبرز علاقته