للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيءٌ أوحاه، وتوصفُ (ما) نفسُها أيضاً بالإبهام (دالّ على التفخيمِ) وهو معنىً، أي: تعظيم ذلك الشيء، فكأنَّ العبارةَ لا تحيط به تفصيلاً.

ـ[وَمِنْهَا: مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ حَذْفُ أللَّفْظِ، كَالْمَعْمُولِ.

وَمِنْهَا: مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ تَقْدِيمُهُ.

وَمِنْهَا: غَيْرُ ذَلِكَ.]ـ

(ومنها: ما يدلُّ عليه حذفُ اللفظِ كالمعمولِ) في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} فإنَّ حذفَه يدلُّ على العموم، أي: كلَّ أحدٍ.

(ومنها: ما يدلُّ عليهِ تقديمُه) أي: تقديم اللفظِ، نحو: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فإنَّ تقديمَ المعمولِ للحصرِ، أي: لا نعبُدُ إلاَّ إيَّاكَ.

(ومنها: غير ذلك) كالدوام المأخوذِ من اسميَّةِ الجملةِ، نحو: الحمدُ لله، والتجدُّدِ المدلولِ لِفعليَّتِها، نحوَ: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}، والحصرِ مِن تعريفِ طرفيْها، وغير ذلك مما لو استُقْصِيَ ..

قُصِيَ، حتى إنَّ كيفيةَ التكلُّمِ تدلُّ على المعاني عُرفاً.

ألا ترى أنك إذا نطقتَ بقولكَ: (جاءَ زيدٌ) مُستفهِماً .. أتيتَ به على غيرِ وجهِ الإخبارِ؟

وأما غيرُ النُّطق من الدوالِّ .. فلا ينحصرُ أيضاً.

<<  <   >  >>