كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

كتاب الزكاة - باب صدقة الإبل - ج: 1 - ص: 144

فِى الْخَامِسَةِ (١١) وَقَالَ فِى الْبَيَانِ (١٢): سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تُجْذِعُ سِنَّهَا. وَقَالَ فِى الشَّامِلِ (١٣): إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهَا تُجْذِعُ: إِذَا سَقَطَتْ سِنُّهَا، أَىْ: بِذَلِكَ (١٤) وَالثَّنِىُّ: الَّذِى أَلْقَى ثَنِيَّتهُ (١٥) وَالرَّبَاعُ: الَّذِى أَلْقَى رَبَاعِيَتَهُ (١٦). وَيُسَمَّى التَّبِيعُ تَبِيعًا (١٧)، فِى زَكَاةِ الْبَقَرِ؛ لِأَنَّهُ لَا يزالُ يَتْبَعُ أُمَّهُ. وَقِيلَ: لِأنَّ قَرْنَيْهِ تَبِعَا أُذُنَيْهِ (١٨) لِتَسَاوِيهِمَا وَسُمِّىَ الْفَصِيلُ فَصِيلًا (١٩)؛ لِأَنَّهُ يُفْصَلُ عَنْ أُمِّهِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كَمَا يُقَالُ: خَضِيبٌ بِمَعْنَى مَخْضُوبٍ.

قَوْلُهُ: " (٢٠) فَلَا يُعْطَهُ" أَىْ: لَا يُعْطَى الزَّائِدَ. وَقِيلَ: لَا يُعْطَى الْوَاجِبَ؛ لِتَعَدِّيهِ. وَفِيهِ (٢١) رِوَايَتَانِ: كَسْرُ الطَّاءِ وَفَتْحُهَا، عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ (٢٢).

قَوْلُهُ: "الْأوْقَاصُ الَّتِى بَيْنَ النُّصُبِ" (٢٣) الْوَاحِدُ: وَقْصٌ - بِسُكُونِ الْقَافِ (٢٤)، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُهَا، وَاحتَجَّ بِأَنَّ جَمْعَهُ (٢٥) أَوقَاصٌ، فَإِذَا كَانَ جَمْعُهُ عَلَى أَفَعَالٍ، كَانَ وَاحِدُهُ: فَعَلٌ، مثْلُ جَمَلِ وَأَجْمَالٍ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو (٢٦): الْوَقَصُ: مَا وَجَبَتْ فِيهِ الْغَنَمُ مِنْ فَرائِضِ الصَّدَقَةِ فِي الإبِلِ، مَا بَيْنِ الخَمْسِ إلَى الْعِشْرِينِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَا (٢٧) بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ، وَهُوَ: مَا زَادَ عَلَى الْخَمْسِ إِلَى التِّسْعِ، وَجَمْعُهُ: أَوقَاصٌ. وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْوَقْصِ، وَهُوَ الْكَسْرُ، كَأَنَّهُ كُسِرَ فَلَمْ يَبْلُغْ النِّصَابَ.

قَوْلُهُ: "بِالْقِسْطِ" (٢٨) أَىْ: مَا يَخُصُّهُ (٢٩)، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةُ (٣٠): الْقِسْط: الْمِيزَانُ (٣١)؛ لِأنَّ الْمِيزَانَ يَقَعُ بِهِ الْعَدْلُ فِى الْقِسْمَةِ (٣٢).

قَوْلُهُ: "الْمُصَدِّقُ" (٣٣) بِتَخفِيِفِ الصَّادِ: هُوَ الَّذِى يَجْبِى الصَّدَقةَ، وَبِتَشْدِيد الصَّادِ: هُوَ الْمُتصَدَقْ، وَهُوَ الَّذِى يُعْطِى الصَّدَقَةَ، فَأُدْغِمَتِ التَّاءُ فِى الصَّادِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ} (٣٤) أَصْلَهُ: فَأتَصَدَّقَ.

قَوْلُهُ: "وَالْجُبْران" (٣٥) هُوَ: الإِتْمَامُ وَالإكْمَالُ، مِنْ جَبَرَ الْكَسِيرَ: إِذَا رَدَّهُ، كَأَنَّهُ كَانَ نَاقِصًا فَكَمَّلَهُ (٣٦).

---

= وقت وليس بسن، ومثله فى المحكم ١/ ١٨٥ والمصباح (جذع).
(١١) الإبل للأصمعى ١٤٢ وغريب أبى عبيد ٣/ ٧٢ وتهذيب اللغة ١/ ٣٥١.
(١٢) ..........................
(١٣) ...........................
(١٤) ع: أى بذلك: تحريف.
(١٥) إبل الأصمعى ١٤٢ وغريب أبى عبيد ٣/ ٧٢.
(١٦) السابقان.
(١٧) ولد البقر الذكر فى أول سنة. أنظر العين ٢/ ٧٨ وتهذيب اللغة ٢/ ٢٨٣ والمحكم ٢/ ٤٢ ومنال الطالب ٦٣ والنهاية ١/ ١٧٩ والصحاح والمصباح (تبع).
(١٨) ع: أذنه.
(١٩) الصحاح والمصباح (فصل) ومنال الطالب ٦٢.
(٢٠) خ: ولا، وفى المهذب ١/ ١٤٥: من أبى بكر (بى): فمن سالها على وجهها فليعطها ومن سأل فرقه فلا يعطه".
(٢١) ع: وفيها.
(٢٢) بكسر الطاء، أى: لا يعطى المتصدق، وبفتح الطاء، أى: لا يعطى المصدق، وهو الذى يحيى الصدقة.
(٢٣) فى المهذب ١/ ١٤٥: وفى الأوقاص التى بين النصب قولان. . . إلخ.
(٢٤) صوابه بالتحريك، فقد وضعه الفارابى فى فعل ديوان الأدب ٣/ ٢١٥ وكذا فى المحكم ٦/ ٣٢٢ والصحاح (وقص) وفى المصباح: الوَقَصُ بفتحتين وقد تسكن القاف وفى النهاية ٥/ ٢١٤ بالتحريك وفى غريب أبى عبيد ٤/ ١٤٢ جمع الوقص أوقاص وكذلك الشنق جمعه اشناق.
(٢٥) ع: جمعها.
(٢٦) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ٤/ ١٤١.
(٢٧) ع: ماكان بين الفريضتين والمثبت من خ وغريب الحديث.
(٢٨) فى المهذب ١/ ١٤٦، وإن كانت الإبل مراضا ففى شاتها وجهان. . . قال أبو على بن خيران: تجب عليه شاة بالقسط فتقوم الإبل الصحاح والشدة؛ التى تجب فيها ثم تقوم الإبل المراض فيجب فيها شاة بالقسط.
(٢٩) القسط: الحصة والنصيب، ذكره فى الصحاح (قسط) والنهاية ٤/ ٦٠.
(٣٠)
(٣١) وذكر ابن قتيبة فى تفسير غريب القرآن أن القسط الْعَدْل فى ١٠١، ١٤٣ وغيرهما. وكذا ذكر أبو عبيدة فى مجاز القرآن ١/ ١٥٦، ١٦٧، ٢٧٤.
(٣٢) خ: لأن القسط: الميزان وبالميزان يقع العدل بالقسمة. وفى الخطابى ١/ ٦٨٤، وسمى الميزان قسطا؛ لأن القسط: العدل وبالميزان يقع العدل فى القسمة، فلذلك على الميزان قسطا.
(٣٣) فى المهذب ١/ ١٤٦: وإن وجب عليه بنت مخاض أو بنت لبون أو حقه وليس عنده إِلا ما هو أعلى منه بسنة أخذ منه ودفع إليه المصدق شاتين أو عشرين درهما.
(٣٤) سورة المنافقين آية ١٠.
(٣٥) فى المهذب ١/ ١٤٧: وإن طلب الجبران فالمنصوص: إن يدفع إليه.
(٣٦) فى المصباح (جبر) =