للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قَوْلُهُ (١٠٥): "أشْهُرُ الْحَجِّ شَؤالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ" سُمِّىَ (شَوَّالًا) (١٠٦) لأنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَضْرِبُ فِيهِ الإبِلَ فَتَشُولُ، أىْ: تَرْفَعُ أذْنَابَهَا. وَالنَّاقَةُ إِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا شَالَتْ بِذَنَبِهَا، أىْ: رَفَعْتُهُ، يُقَالُ: شَالَت النَّاقَةُ بِذَنَبِهَا وَأشَالَتْهُ: إذَا رَفَعَتْهُ (١٠٧)، قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ فَرَسًا (١٠٨).

جَمُومُ الشَّدِّ شَائِلَةُ الذَّنَابِىَ ... تَخَالُ بَيَاضَ غُرَّتِهَا سِرَاجَا

وَسُمِّىَ ذَا الْقَعْدَةِ؛ لِأنَ النَّاسَ يَقْعُدُونَ فِيهِ لانْتِظَارِ الْحَجِّ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَقِيلَ: لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَن الْحَرْبِ (١٠٩)، وَسُمِّىَ ذَا الحِجَّةِ؛ لأنهُمْ يَحُجُّونَ فِيهِ (١١٠)، وَالْكَسْرُ فِيهِ أفصَحُ مِنَ الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ فِى الْحَجِّ أَفْصَحُ مِنَ الْكَسْرِ (١١١).

قَوْلُهُ (١١٢): "عُمْرَةٌ فى رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" أىْ: تُمَاثِلُهَا، وَالْعَدِيلُ: هُوَ الَّذِى يُعَادِلُكَ فِى الْوَزْنِ وَالْقَدْر، أىْ: يُسَاويكَ وَيُمَاثِلُكَ.

قَوْلُهُ (١١٣): "أهِلِّى بِالْحَجِّ" أَىْ: أَحْرِمِى بِهِ، وَأَصْلُ الإهْلَالِ: رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَ رُؤية الهلَالِ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتى قِيلَ لِكُل رَافِعٍ صَوْتَهُ: مُهِلٌّ وَمُسْتهِلٌّ (١١٤)، وَالْحَاجُّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ. وَأَمَّا الْمَرْاةُ، فَلَا يُستحَبُّ لَهَا رَفْعُ الصَّوْتِ، وَإنَّمَا أرَادَ: أَحْرمِى.


(١٠٥) فى المهذب ١/ ٢٠٠: وأشهر الحج: شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة.
(١٠٦) خ: شوال: خطأ.
(١٠٧) الأيام والليالى والشهور للفراء ١٤ والمخصص ٩/ ٤٣ وصبح الأعشى ٢/ ٣٦٨ والزاهر ٢/ ٣٦٨ والصحاح (شول) ويوم دليلة فى اللغة والغريب لأبي عمر الزاهد ص ٢٥٠ من مجلة معهد المخطوطات العربية ج ٢٤/ ٢/ ١٩٧٨ م.
(١٠٨) ديوانه.
(١٠٩) المراجع السابقة فى تعليق ١٠٧.
(١١٠) المراجع السابقة.
(١١١) كذا فى الزاهر ٢/ ٣٦٨.
(١١٢) فى المهذب ١/ ٢٠٠: روى ابن عباس (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عمرة فى رمضان تعدل حجة".
(١١٣) فى المهذب ١/ ٢٠١: روى أن عائشة (ر) أحرمت بالعمرة، فحاضت، فدخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهى تبكى، فقال: "أهلى بالحج واصنعى ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي البيت ولا تصلي".
(١١٤) كذا ذكره الأصمعي وانظر الكنز اللغوى ١٥٩ وتهذيب اللغة ٥/ ٣٦٧ وشرح ألفاظ المختصر لوحة ٦٩ والصحاح والمصباح (هلل) وديوانه الأدب ٣/ ١٦٤ وأفعال السرقسطى ١/ ١٣١.