ولو كان فيهم من يغار عليها ومن له وجدان يحثّه على القيام بواجبه نحوها لما بلغنا هذا الانحطاط الهائل، ولكان الإصلاح أمراً ميسوراً.
فيا معلمي العربية: إياكم أعني وأنتم أخاطب، فما لكم؟ أماتت فيكم كل غيرة عربية؟ أضاع من نفوسكم كل حس وطني؟ أم غَرَّتكم الرواتب والأموال؟ أينفعكم المال إذا ضيّعتم اللغةَ، واللغةُ قوام حياة الأمة؟
اللهمّ لقد عجزت عن أن أُفهم هؤلاء، فهَبْ لهم من عندك فهماً وعزماً وجرأة ... أو فأرِحْنا منهم! فلأن يُضيع لغتَنا مَن ليس منا خيرٌ لنا والله من أن نضيعها بأنفسنا ونصوّب إلى مقاتلها السهامَ بأكفّنا.
ويا أيها الطلاب، أنصتوا إليّ وعُوا قولي: إن هؤلاء لن يفهموا (أو هم لا يريدون أن يفهموا) فكونوا أئمة لهم في الوفاء للعربية؛ أقبلوا عليها قبل الدروس جميعاً، فلا يضيركم إذا حفظتموها أن لا تحفظوا شيئاً غيرها، لأن ذلك حياة أمتكم، أما إذا أهملتموها فقد قتلتم الأمة، ومن قتل الأمة فهو مجرم عابث.