أن التلاوة والصوت والكتابة والنظر والحفظ والاستماع كلها مخلوقة لأنها من أفعال العباد وكسبهم وأما المتلو المقروء والمكتوب في المصاحف من القرآن والمنظور إليه فيها والمحفوظ في الصدور منه والمسموع من تلاوة التالين فلم يقل فيه شيئاً. وعلى هذا فإن الحكم يبقى معلقاً على القول فيه فمن قال أنه مخلوق كما قرره الكوثري فهو ملحق بالجهمية ومن قال أنه كلام الله وفرق بينه وبين أفعال العباد فقوله حق. ونرجو أن يكون أبو حنيفة أراد بكلمته التفريق بين أفعال العباد وبين كلام الله تعالى. والتفريق هو قول أهل السنة والجماعة وقد ذكره إبراهيم الحربي عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقرره الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب «خلق أفعال العباد» قال إبراهيم الحربي كنت جالساً عند الإمام أحمد بن حنبل إذ جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله إن عندنا قوماً يقولون إن ألفاظهم بالقرآن مخلوقة فقال أبو عبد الله: يتوجه العبد لله تعالى