٥٨٣٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا لَقِينَا الْمُشْرِكِينَ قَاتَلْنَاهُمْ حَتَّى تَفَرَّقْنَا، وإِيَّاهُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَكِلَا الْفَرِيقَيْنِ قَدْ أَعْيَى وَتَعِبَ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمَلَّ، وَلَمْ يَعْيَ، لَمْ يَتْرُكْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً لِلْقَوْمِ إِلَّا قَتَلَهَا، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ صَبْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ: وَاللهِ لَأَكُونَنَّ أَنَا صَاحِبَهُ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ، فَجُرِحَ فَجَزِعَ مِنَ الْمَوْتِ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ حَتَّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهِ، فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ بِمَعاصِي اللهِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute