٨٠٣٤ - حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَحْمَرُ النَّاقِدُ الْبَصْرِيُّ، ثنا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو غَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي أُمَامَةَ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ لَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى دَرَجِ دِمَشْقَ، فَإِذَا رُءُوسٌ مَنْصُوبَةٌ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الرُّءُوسُ؟ فَقِيلَ: رُءُوسُ الْخَوَارِجِ جِيءَ بِهَا مِنَ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: «كِلَابُ النَّارِ، كِلَابُ النَّارِ - ثَلَاثًا - شَرُّ قَتْلَى قُتِلَتْ تَحْتَ السَّمَاءِ - ثَلَاثًا يَقُولُهَا - خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلَهُ هَؤُلَاءِ - ثَلَاثًا يَقُولُهَا - طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ - ثَلَاثًا يَقُولُهَا -» ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟ قَالَ: «رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَخَرَجُوا مِنَ الْإِسْلَامِ» ، ثُمَّ قَرَأَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: ٧] " حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَاتِ، ثُمَّ قَرَأَ: " {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمِ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: ١٠٥] حَتَّى بَلَغَ {فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: ١٠٧] ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: شَيْئًا تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ أَمْ شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ - ثَلَاثًا - لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا مَرَّةً وَلَا اثْنَتَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعَةً» ، ثُمَّ وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ، فَقَالَ: وَإِلَّا فَصَمَتَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute