للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلى غير مختونين , صلّي عليه ودفن في مقابر المسلمين.

وتعقّبه أبو شامة: بأنّ شعار الدّين ليست كلّها واجبة، وما ادّعاه في المقتول مردود , لأنّ اليهود وكثيراً من النّصارى يختنون فليقيّد ما ذكر بالقرينة.

قلت. قد بطل دليله.

السّابع: قال البيهقيّ: أحسن الحجج أن يحتجّ بحديث أبي هريرة الذي في الصّحيحين مرفوعاً: اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم. وقد قال الله تعالى (ثمّ أوحينا إليك أن اتّبع ملة إبراهيم). وصحّ عن ابن عبّاس , أنّ الكلمات التي ابتلي بهنّ إبراهيم فأتمّهنّ هي خصال الفطرة ومنهنّ الختان، والابتلاء غالباً إنّما يقع بما يكون واجباً.

وتعقّب: بأنّه لا يلزم ما ذكر إلاَّ إن كان إبراهيم عليه السّلام فعله على سبيل الوجوب، فإنّه من الجائز أن يكون فعله على سبيل النّدب فيحصل امتثال الأمر باتّباعه على وفق ما فعل، وقد قال الله تعالى في حقّ نبيّه محمّد (واتّبعوه لعلكم تهتدون) وقد تقرّر في الأصول أنّ أفعاله بمجرّدها لا تدلّ على الوجوب، وأيضاً فباقي الكلمات العشر ليست واجبة.

وقال الّماورديّ: إنّ إبراهيم عليه السّلام لا يفعل ذلك في مثل سِنّه إلاَّ عن أمر من الله. انتهى.

وما قاله بحثاً قد جاء منقولاً، فأخرج أبو الشّيخ في العقيقة من

<<  <  ج: ص:  >  >>