(٢) قال ابن الملقن في الإعلام (٢/ ٤١٧): قال النووي في شرح مسلم: أي: خير من الدنيا ومتاعها. وقال غيره: المراد بالدنيا حياتها وما فيها متاعها لا لذاتها , وكأنه قال: خير من متاع الدنيا. وقال غيرهما: إنما قال ذلك , لأنه بشّر أن حساب أمته يقدر بهما , فلهذا كانتا عنده خير من الدنيا وما فيها لِمَا يتذكر بها من عظم رحمة الله بأمته من ذلك الموقف العظيم. وقال بعض فضلاء المالكية: في تفسير النووي السالف نظرٌ , فإنه قد جاء في الحديث الآخر: الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلاَّ ذكر الله الحديث " وخير هنا أفعل تفضيل , وهو يقتضي المشاركة في الأصل وزيادة كما تقرر , ولا مشاركة بين فضيلة ركعتي الفجر ومتاع الدنيا المخبر عنه بأنه ملعون، ويبعد أن يحمل كلام الشارع على ما شذ من قولهم: العسل أحلى من الخل. إلاَّ أن يقال: إنَّ المعنى مايحصل من نعيم ثواب ركعتي الفجر في الدار الآخرة خير مما يتنعم به في الدنيا فترجع المفاضلة إلى ذات النعيم الحاصل بين الدارين , لا إلى نفس ركعتي الفجر ومتاع الدنيا. انتهى