للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالفيء، الذي هو الظل تنبيهًا على أن أشرف أعراض الدنيا يجري مجرى ظل زائل، والغنيمة: ما نيل من أهل الحرب والشرك عنوة.

{وَبَنَاتِ عَمِّكَ. . .} إلخ. البنت والابنة: مؤنث الابن، والعم: أخ الأب، والعمة: أخته.

{اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} والمهاجرة في الأصل: مفارقة الغير، ومتاركته، استعملت في الخروج من دار الكفر إلى دار الإِسلام.

{أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا}؛ أي: ينكحها، يقال: نكح واستنكح مثل: عجل واستعجل، وعجب واستعجب. قال النابغة:

وَهُمْ قَتَلُواْ الطَّائِيَّ بِالْحِجْرِ عَنْوَةً ... أَبَا جَابِرِ وَاسْتَنْكَحُوْا أُمَّ جَابِرِ

وهو في اللغة بمعنى: الضم والجمع، ومنه: تناكحت الأشجار: إذا تمايلت وانضم بعضها إلى بعض. قال عمر بن ربيعة:

واسْتَنْكَحَ الْقَوْمُ الَّذِيْنَ نَخَافُهُمْ ... وَرَمَى الْكَرَى بَوَّابَهُمْ فَتَجَدَّلَا

ويجوز أن يراد بالاستنكاح معنى طلب النكاح والرغبة فيه، والمعنى: أراد النبي أن يتملك بضعها بلا مهر.

{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} قرىء: {ترجيء} مهموزًا وغير مهموز، كما سبق في مبحث القراءة، وهما لغتان بمعنى واحد؛ لأن الياء مبدل من الهمزة، والإرجاء التأخير، يقال: أرأجت الأمر، وأرجيته: إذا أخرته. وذكر في "القاموس": في الهمزة: أرجأ الأمر: أخره، وترك الهمزة لغة، وفي الناقص: الإرجاء: التأخير.

{وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}؛ أي: تضم إليك، يقال: آواه إليه بالمد: ضمه إليه، وأوى مقصورًا؛ أي: ضمَّ إليه.

{وَمَنِ ابْتَغَيْتَ}؛ أي: طلبت ردَّها إلى فراشك بعد أن عزلتها، وأسقطتها من القسمة. اهـ "خازن". وفي "القرطبي": {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ} ابتغيت: طلبت، والابتغاء: الطلب، وعزلت: أزلت، والعزله: الإزالة، والعزل: الترك والتبعيد.

{أَدْنَى أَنْ تَقَرّ} أصله من: القر بالضم، وهو: البرد، وللسرور دمعة قارة؛ أي: باردة، وللحزن دمعة حارة، أو من القرار؛ أي: تسكن أعينهن، ولا تطمح إلى