ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، وفي قوله:{فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} مثَّل للأمانة في ضخامتها وعظمها وتفخيم شأنها بأنها من الثقل، بحيث لو عرضت على السموات والأرض والجبال، وهي من القوة والشدة بأعلى المنازل .. لأبت عن حملها، وأشفقت منها، وهو تمثيل رائع لتهويل شأن الأمانة.
ومنها: المقابلة اللطيفة بين قوله: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ}، وبين قوله:{وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، وفي ختم السورة بهذه الآية من البدائع ما يسميه علماء البديع: ردَّ العجز على الصدر؛ لأن بدء السورة كان في ذم المنافقين، وختامها كان في بيان سوء عاقبة المنافقين، فحسن الكلام.
ومنها: العدول إلى صيغة الماضي في قوله: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا} مع كونه معطوفًا على يقولون قبله؛ للإشعار بأن قولهم ليس مستمرًا، كقولهم السابق، بل هو ضرب اعتذار أرادوا به ضربًا من التشفي بمضاعفة عذاب الذين ألقوهم في تلك الورطة.
ومنها: الالتفات من التكلم إلى الغيبة الذي هو الاسم الجليل في قوله: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ} لتهويل الخطب وتربية المهابة.
ومنها: الإظهار في موضع الاضمار ثانيًا في قوله: {وَيَتُوبَ اللَّهُ} لإبراز مزيد الاعتناء بأمر المؤمنين والمؤمنات توفية لكل من مقامي الوعيد والوعد حقه.
ومنها: الاعتراض بقوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} بين الحمل وغايته للإيذان من أول الأمر بعدم وفائه بما عهده وتحمله.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
تنبيه: ذكر سبحانه في هذه السورة الكثير من شؤون الزوجية، وكيف تعامل الزوجات، وقد رأينا أن نذكر هنا مسألتين كثر الخوض فيهما من أرباب الأديان